بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٢ - الصفحة ١٩
مسلم وغيره، الساكن بديار الشام: المعروف أن هذا الرجل قد ألف في علومهم الباطلة كتبا كثيرة، بحيث أنهم حاسبوا، فصار بإزاء كل يوم من أيام عمره كراسين وهذا أيضا من مختلقات العامة، ومغرباتهم وإغراقاتهم، انتهى.
إلا أنه غير خفي أن ترويج المذهب بمؤلفات المولى المعظم المزبور، أكثر وأتقن وأتم من ترويجه بمؤلفات آية الله العلامة ره، من وجوه:
الأول أنه لم يبق من كتب العلامة - ره - دائرا بين الناس، إلا بعض كتبه الفقهية، والأصولية، والرجالية، ولم يشتهر الباقي، ولم ينتفع به عامتهم، بل لا يوجد من جملة من كتبه عين ولا أثر، بخلاف مؤلفاته، فان أغلبها موجودة شايعة دائرة.
الثاني: أنه لا ينتفع من كتب العلامة، إلا العلماء والمشتغلون، الذين صعدوا مدارج من العلوم، وأخذوا حظا وافرا من الفهوم، وأما مؤلفاته فيشترك في الانتفاع بها العالم والطالب، والجاهل والعامي، والنساء والصبيان، بل لا يوجد عاقل يتمكن من الانتفاع بالكتب، قراءة أو سماعا، إلا وله سهم فيها، وحاز منافع منها.
الثالث: أنه لا ينتفع من تصانيف العلامة، إلا عربي اللسان، بخلاف مؤلفاته، فان فيها ما ينتفع به العرب، ويستفيد منه العجم، بل آل أمر عظم مؤلفاته إلى أن تصدى جمع من الأعلام، فترجموا عربيها بالفارسية، وعجميها بالعربية كما ستعرف.
ولقد حدثني بعض الأساتيذ العظام، عمن حدثه، عن بحر العلوم العلامة الطباطبائي، أنه كان يتمنى أن يكون جميع تصانيفه، في ديوان العلامة المجلسي - ره - ويكون أحد من كتبه الفارسية، التي هي ترجمة متون الأخبار، الشايعة كالقرآن المجيد في جميع الأقطار، في ديوان عمله، وكيف لا يتمنى ذلك، وما من يوم، بل ولا ساعة من آناء الليل وأطراف النهار، خصوصا في الأيام المتبركات، والأماكن المشرفات، إلا وآلاف ألوف من العباد، وفئام من
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست