الخلد مقامه، كما يظهر من فهارس الأصحاب، بل قال الشيخ محمد بن خاتون (1) العاملي، في صدر شرح الأربعين لشيخنا البهائي، ما معناه أن مؤلفاته في الكثرة على حد، بحيث إنها قد حوسبت فصار بإزاء كل يوم من أيام عمره، ألف بيت من المصنفات، وإن كان هو من الأغلاط الشايعة، والأكاذيب الصريحة، عند أهل هذا الفن.
قال الفاضل الخبير الآميرزا عبد الله الأصبهاني في رياض العلماء: إن إمامنا العلامة، ممن لا مرية في وفور علمه، وغزارة مصنفاته، في كل علم، ولكن هذا قول من لا دربة له في تعداد مؤلفاته، والتأمل في مقدار كتابه وأعداد مصنفاته إن كتبه رضي الله عنه مضبوطة، ومقدار عمره أيضا معلوم، ولو حاسبنا وسامحنا في التدقيق، لما يصير في مقابلة كل يوم من أيام عمره، أعني من أوان بلوغه رتبة الحلم إلى وقت وفاته بقدر مأتي بيت، فما يقال في المشهور جزاف واضح، بل ولو حوسب جميع ما كتبه رحمه الله مدة عمره، وإن كان من غير مؤلفاته أيضا، لما بلغ هذا المقدار، ويكون من إغراقات الجاهل الهذار.
ونظير هذا القول، ما اشتهر بين العامة أن إمامهم محيي الدين النووي، شارح