بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٢ - الصفحة ٦
قال آمينا.
فأجلت فيما أملاه نظري، ورددت فيما أسداه بصري، وجعلت أطيل فيه فكري وأديم به ذكرى، فوجدته أنضد من لبوس، وأزين من عروس، وأعذب من الماء، و أرق من الهواء، قد ملك أزمة القلوب، وسخى ببذل المطلوب.
لقد وافت فضائلك المعالي * تهز معاطف اللفظ الرشيق فضضت ختامهن، فخلت أني * فضضت بهن عن مسك فتيق وجال الطرف منها، في رياض * كسين، محاسن الزهر الأنيق شربت بها كؤسا، من معاني * غنيت لشربهن عن الرحيق ولكني حملت بها حقوقا * أخاف لثقلهن من العقوق فشربا يا نعيم؟ ي رويدا * فلست أطيق كفران الحقوق وحمل ما أطيق به نهوضا * فان الرفق أليق بالصديق ولعمري، قد جاد وأجاد، وبذل المطلوب، كما أريد منه وأراد، ولقد أحيى وأشاد، بما رسم وأفاد، رسوما قد اندرست، وطولا قد عفت، ومعاهد قد عطلت، وقباب مجد قوضت، وأركان فضل قد هدت وانهدمت، وأبنية سؤدد قد انقضت، وانقضت، فلله دره، فقد وجب على العالمين شكره وبره، فكم أحيى بجميل ذكره ما قد مات، ورد بحسن الثناء ما قد غبر وفات، وكم له في ذلك من النعم والأيادي، على الحاضر والبادي، ومن الفواضل البوادي، على المحفل و النادي، فقد نشر فضايل العلماء والفقهاء، وذكر محاسن الأدباء والأزكياء، و نوه بذكر سكان زوايا الخمول، وأنار منار فضل من أشرف ضوؤه على الأفول، فكأني بمدارس العلم لذلك قد هزت، وربت، وبمجالس الفضل له، قد أزلفت و زفت، وبمحافل الأدب، قد أسست وآنست، وكأني بسكان الثرى، ورهاين القبور، قد ارتقوا مدارج الطور، والبسوا ملابس البهاء والنور، وتباشروا بالتهنية والسرور، وطفقوا بلسان الحال ينشدون مادحهم هذا المقال.
(٦)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست