بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٢ - الصفحة ١١
ابن الأستاذ الأكبر، البهبهاني، أعلى الله مقامهم، في كتاب مرآة الأحوال: إنه ليس بلد في بلاد الاسلام، ولا بلاد الكفر، خاليا من تصانيفه وإفاداته.
قال ره: ووقعت سفينة في الطوفان، فبلغوا أهلها أنفسهم، بعد جد وجهد، وتعب عظيم، إلى جزيرة من جزائر الكفار، ولم يكن فيها أثر من آثار الاسلام، فصاروا ضيافا في بيت رجل من أهلها، وعلموا في أثناء الكلام أنه مسلم، فقالوا: إن جميع أهل هذه القرية كفار، وأنت لم تخرج إلى بلاد المسلمين، فما الذي أرغبك في الاسلام، وأدخلك فيه؟ فذهب إلى بيت، وأخرج كتاب حق اليقين، وقال: أنا وأهل بيتي صرنا مسلمين ببركة هذا الكتاب وإرشاده.
قال: رحمه الله، وحدثني بعض الثقات، عن والده الجليل، المولى محمد تقي - رحمة الله عليه - إنه قال: إن في بعض الليالي، بعد الفراغ من التهجد، عرضت لي حالة عرفت منها، أنى لا أسئل من الله تعالى شيئا حينئذ إلا استجاب لي، و كنت أتفكر فيما أسئله عنه تعالى من الأمور الأخروية، والدنيوية وإذا بصوت بكاء محمد باقر في المهد، فقلت: إلهي بحق محمد وآل محمد عليهم السلام اجعل هذا الطفل، مروج دينك، وناشر أحكام سيد رسلك صلى الله عليه وآله، ووفقه بتوفيقاتك التي لا نهاية لها.
قال - ره -: وخوارق العادات التي ظهرت منه، لا شك أنها من آثار هذا الدعاء، فإنه كان شيخ الاسلام من قبل السلاطين في بلد مثل إصفهان، وكان يباشر
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 17 18 ... » »»
الفهرست