المحقق المدقق الزاهد العابد الورع، وأكثر فوائد هذا الكتاب من إفاداته إلى أن قال: وكان لي بمنزلة الأب الشفيق، بل بالنسبة إلى كافة المؤمنين، وتوفى رحمه الله في العشر الأول من المحرم وكان يوم وفاته بمنزلة العاشورا وصلى عليه قريب من مأة ألف، ولم نر هذا الاجماع على غيره من الفضلاء، ودفن في جوار إسماعيل بن زيد بن الحسن، ثم نقل إلى مشهد أبي عبد الله الحسين عليه السلام بعد سنة، ولم يتغير حين اخرج، وكان صاحب الكرامات الكثيرة مما رأيت وسمعت.
وكان قرء على شيخ الطائفة أزهد الناس في عهده مولانا أحمد الأردبيلي، وعلى الشيخ أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي رحمهم الله، وعلى أبيه نعمت الله، وكان له عنهما إجازة الأخبار (1) وأجاز لي كما ذكرته في أوائل الكتاب، ويمكن أن يقال إن انتشار الفقه والحديث كان منه، وإن كان غيره موجودا، ولكن كان لهم الاشغال الكثيرة، وكان مدة درسهم قليلا بخلافه رحمه الله، فإنه كان مدة إقامته في إصبهان قريبا من أربع عشر سنة بعد الهرب من كربلاء المعلى إليه، وعند ما جاء بأصبهان لم يكن فيه من الطلبة الداخلة والخارجة خمسون، وكان عند وفاته أزيد من الألف من الفضلاء وغيرهم من الطالبين.
وقال في ترجمة شيخه الآخر: بهاء الدين وأستاذنا ومن استفدنا منه، بل كان كالوالد المعظم كان شيخ الطائفة في زمانه جليل القدر عظيم الشأن كثير الحفظ ما رأيت بكثرة علومه ووفور فضله وعلو مرتبته أحدا له كتب نفيسة منها حبل المتين ومشرق الشمسين بل هذا الشرح أيضا من فوايده فاني رأيته في النوم وقال لي: لم لا تشتغل بشرح أحاديث أهل البيت عليهم السلام؟ فقلت له: هذا شأنكم وأنتم أهله، فقال:
مضى زماننا، واشتغل واترك المباحثات سنة حتى يتم.
وكان بعد ذلك الرؤيا في بالي أن أشتغل بذلك، ولما كان هذا أمرا عظيما ما كنت أجترء عليه حتى حصل لي مرض عظيم ووصيت فيه، واشتغلت بالدعاء والتضرع