قليلا وكنت خائفا مرتعشا، فقال: تقدم تقدم حتى صرت قريبا منه قال عليه السلام:
اجلس، قلت: مولاي أخاف قال: لا تخف فلما جلست جلسة العبد بين يدي المولى الجليل، قال: استرح واجلس متربعا فإنك تعبت جئت ماشيا حافيا.
والحاصل أنه وقع منه بالنسبة إلى عبده ألطاف عظيمة، ومكالمات لطيفة، لا يمكن عدها ونسيت أكثرها، ثم انتبهت من ذلك الرؤيا، وحصل في ذلك اليوم أسباب الزيارة بعد كون الطريق مسدودة في مدة طويلة، وبعد ما حصل الموانع العظيمة ارتفعت بفضل الله وتيسر الزيارة بالمشي والحفا كما قاله الصاحب عليه السلام.
وكنت ليلة في الروضة المقدسة وزرت مكررا بهذه الزيارة، وظهر في الطريق وفي الروضة كرامات عجيبة بل معجزات غريبة يطول ذكرها.
وقريب من هذه الحكاية ما ذكره رحمه الله في الشرح المذكور في جملة كلام له في اعتبار الصحيفة الكاملة ما لفظه: ومما انكشف لهذا العبد الضعيف وهو سندي وتواتر عني أني كنت في أوايل البلوغ طالبا لمرضاة الله، ساعيا في طلب رضاه، ولم يكن لي قرار إلا بذكر الله تعالى إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أن صاحب الزمان صلوات الله عليه كان واقفا في الجامع القديم في إصبهان وقريبا من باب الطيني الذي الآن مدرسي فسلمت عليه وأردت أن اقبل رجله فلم يدعني وأخذني فقبلت يده وسئلت عنه مسائل قد أشكلت على.
منها أني كنت أوسوس في صلاتي وكنت أقول إنها ليست كما طلبت مني، وأنا مشتغل بالقضاء ولا يمكنني صلاة الليل وسألت عنه شيخنا البهائي - ره - فقال: صل صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد صلاة الليل وكنت أفعل هكذا، فسألت عن الحجة عليه السلام أصلي صلاة الليل، فقال: صلها ولا تفعل كالمصنوع الذي كنت تفعل إلى غير ذلك من المسائل التي لم تبق في بالي.
ثم قلت: يا مولاي لا يتيسر لي أن أصل إلى خدمتك كل وقت، فأعطني كتابا أعمل عليه، فقال: أعطيت لأجلك كتابا إلى مولانا محمد التاج وكنت أعرفه في النوم، فقال عليه السلام: رح وخذ منه، فخرجت من باب المسجد الذي كان مقابلا لوجهه