بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٢ - الصفحة ١١٠
وأما المولى محمد تقي (1) فجلالة قدره أعلى من أن يحيط بها مثلي، قال العالم الخبير المولى حاج محمد الأردبيلي تلميذ ولده العلامة في كتاب جامع الرواة: محمد تقي ابن المقصود علي الملقب بالمجلسي وحيد عصره، فريد دهره، أمره في الجلالة والثقة الأمانة وعلو القدر وعظم الشأن وسمو الرتبة والتبحر في العلوم أشهر من أن يذكر، وفوق ما يحوم حوله العبارة، أورع أهل زمانه وأزهدهم وأتقاهم وأعبدهم بلغ فيضه دينا ودنيا بأكثر أهل زمانه من العوام والخواص، ونشر أخبار الأئمة بإصفهان جزاه الله تعالى جزاء المحسنين.
له تأليفات منها شرح عربي على من لا يحضره الفقيه، وشرح فارسي عليه أيضا وكتاب حديقة المتقين، وشرح على بعض كتاب تهذيب الأحكام، ورسالة في أفعال الحج، ورسالة الرضاع أخبرنا بها ابنه الإمام الأجل محمد باقر عنه توفى قدس الله روحه الشريف سنة سبعين بعد الألف وله نحو من نحو سبع وستين سنة رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
وفي مرآة الأحوال أنه استفاد العلم من شيخ الاسلام والمسلمين الشيخ بهاء الدين العاملي والعلامة الزاهد المقدس الورع المولى عبد الله الشوشتري وغيرهما، وكان متوطنا بأصبهان وأساس فضله وكماله أعلى من أن يحكيه لسان القلم، وبعد فراغه من التحصيل أتى إلى النجف الأشرف، واشتغل بالرياضات وتهذيب الأخلاق وتصفية الباطن حتى صار متهما بالتصوف، تعالى شأنه عن ذلك علوا كبيرا، ويستفاد من شرحه للجامعة الكبيرة أنه فاز بسعادة لقاء صاحب الأمر عليه السلام في اليقظة والمنام وذكر من مؤلفاته كتاب الأربعين وقال: توفى رحمه الله بأصبهان، وقيل: في تاريخ وفاته " قدس الله روحه الشريف " وقبره بها، وله قبة عالية هي مطاف للشيعة.
قلت: قال المولى المذكور في شرح مشيخة الفقيه في ترجمة شيخه عبد الله بن الحسين الشوشتري رضي الله عنه: كان شيخنا وشيخ الطائفة الإمامية في عصره، العلامة

(1) قد مضى ترجمته في باب مشايخه - ره - وقد ذكره العلامة الرجالي المولى محمد الأردبيلي في الجامع ج 2 ص 82 وأثنى عليه.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست