بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٢ - الصفحة ١١٣
بالعلم وألهمت بأن أشتغل بشرح الأحاديث، فاشتغلت بذلك.
ولما كانت الطلبة مشغولين بالدرس كنت ادغدغ في ترك الدروس بالكلية ولكن حصل في التعطيلات التوفيق من المنعم الوهاب وحسبتها كانت سنة على ما قاله شيخنا البهائي رحمه الله.
وقال في آخر هذا الكتاب: اعلم أني صرفت عمري في نقد أخبار سيد المرسلين والأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، بعدما قرأت الكتب المتداولة في الأصول والكلام والفقه، وطالعت كل ما صنفه أصحابنا وغيرهم إلا ما شذ، وتفكرت في هذه المدة المديدة التي تزيد على الخمسين سنة، ثم ذكرت لبها وخلاصتها إلى آخر ما قال ولا بأس بذكر ما ذكره في شرح الجامعة توضيحا لما استفاده في المنام من لقائه الحجة عليه السلام قال ما لفظه:
زيارة جامعة لجميع الأئمة عند مشهد كل واحد ويزور الجميع قاصدا بها الامام الحاضر، والنائي والبعيد يلاحظ الجميع ولو قصد في كل مرة واحدا بالترتيب والباقي بالتبع لكان أحسن كما كنت أفعل، ورأيت في الرؤيا الحقة تقرير الإمام علي ابن موسى الرضا عليه السلام وتحسينه عليه، ولما وفقني الله لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام وشرعت في حوالي الروضة المقدسة في المجاهدات، وفتح الله علي ببركة مولانا صلوات الله عليه أبواب المكاشفات التي لا تحتملها العقول الضعيفة، رأيت في ذلك العالم وإن شئت قلت: بين النوم واليقظة عندما كنت في رواق عمران جالسا أني بسر من رأى، ورأيت مشهدها في نهاية الارتفاع والزينة ورأيت قبريهما لباسا أخضر من لباس الجنة لأني لم أر مثله في الدنيا ورأيت مولانا ومولى الأنام صاحب العصر والزمان عليه السلام جالسا ظهره على القبر، ووجهه إلى الباب.
فلما رأيته شرعت في الزيارة بالصوت المرتفع كالمداحين، فلما أتممتها قال عليه السلام: نعمت الزيارة، قلت: مولاي روحي فداك زيارة جدك، وأشرت إلى نحو القبر؟ فقال: نعم ادخل فلما دخلت وقفت قريبا من الباب، فقال: تقدم، قلت مولاي أخاف أن أصير كافرا بترك الأدب، فقال عليه السلام: لا بأس إذا كان باذننا فتقدمت
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست