به علي يا أرحم الراحمين (1).
ثم انكب على القبر وقل: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، أشهد أنك حجة الله وأمينه وخليفته في عباده، وخازن علمه، ومستودع سره، بلغت عن الله ما أمرت به ووفيت وأوفيت، ومضيت على يقين شهيدا وشاهدا ومشهودا صلوات الله ورحمته عليك، أنا يا مولاي وليك اللائذ بك في طاعتك، ألتمس ثبات القدم في الهجرة عندك وكمال المنزلة في الآخرة بك، أتيتك بأبي أنت وأمي ونفسي ومالي وولدي زائرا "، وبحقك عارفا "، متبعا " للهدى الذي أنت عليه، موجبا " لطاعتك، مستيقنا " فضلك، مستبصرا " بضلالة من خالفك، عالما به، متمسكا " بولايتك وولاية آبائك وذريتك الطاهرين، ألا لعن الله أمة قتلتكم وخالفتكم، وشهدتكم فلم تجاهد معكم، غصبتكم حقكم.
أتيتك يا ابن رسول الله مكروبا "، وأتيتك مغموما "، وأتيتك مفتقرا " إلى شفاعتك، ولكل زائر حق على من أتاه وأنا زائرك ومولاك وضيفك النازل بك والحال بفنائك، ولى حوائج من حوائج الدنيا والآخرة، بك أتوجه إلى الله في نجحها وقضائها، فاشفع لي عند ربك وربي في قضاء حوائجي كلها، وقضاء حاجتي العظمى التي إن أعطانيها لم يضرني ما منعني، وإن منعنيها لم ينفعني ما أعطاني فكاك رقبتي من النار والدرجات العلى، والمنة علي بجميع سؤلي ورغبتي وشهواتي وإرادتي ومناي، وصرف جميع المكروه والمحذور عني وعن أهلي وولدي وإخواني ومالي وجميع ما أنعم علي، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم ارفع رأسك وقل: الحمد لله الذي جعلني من زوار ابن نبيه، ورزقني معرفة فضله والاقرار بحقه، والشهادة بطاعته، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، السلام عليك يا ابن رسول الله، لعن الله قاتليك، ولعن الله خاذليك، ولعن الله سالبيك، ولعن الله من رماك، ولعن الله من طعنك، ولعن الله المعينين عليك، ولعن الله السائرين إليك، ولعن الله من منعك شرب ماء الفرات، ولعن الله من دعاك