المجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه الذابون عن أحبائه، فجزاك الله أفضل الجزاء، وأكثر الجزاء وأوفر الجزاء، و أوفى جزاء أحد ممن وفى ببيعته، واستجاب له دعوته، وأطاع ولاة أمره، أشهد أنك قد بالغت في النصيحة، وأعطيت غاية المجهود، فبعثك الله في الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء. وأعطاك من جنانه أفسحها منزلا "، وأفضلها غرفا "، و رفع ذكرك في عليين، وحشرك مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، أشهد أنك لم تهن ولم تنكل، وأنك مضيت على بصيرة من أمرك، مقتديا بالصالحين، ومتبعا للنبيين، فجمع الله بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين فإنه أرحم الراحمين (1).
الوداع:
2 - كامل الزيارة: بالاسناد المتقدم، عن الثمالي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا ودعت العباس فأته وقل:
أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبرسوله وبكتابه وبما جاء به من عند الله، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي قبر ابن أخي رسولك، وارزقني زيارته أبدا " ما أبقيتني، واحشرني معه ومع آبائه في الجنان وعرف بيني وبينه وبين رسولك وأوليائك، اللهم صل على محمد وآل محمد، وتوفني على الايمان بك، والتصديق برسولك، والولاية لعلي بن أبي طالب والأئمة من ولده، والبراءة من عدوهم، فاني قد رضيت يا ربي بذلك. وتدعو لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمسلمين وتخير من الدعاء (2).
بيان: أقول: قد مضى ذكر زيارة العباس عليه السلام في الزيارة الكبيرة المنقولة عن المفيد - ره - على وجه أبسط، وذكر الأصحاب في زيارته الصلاة والخبر خال عنها، ولذا بعض المعاصرين يمنع من الصلاة لغير المعصوم لعدم التصريح في -