وهو دليل إرادة العموم حذرا من الأعزاء بالجهل ولان ذلك لو تم لتمشي فيمن يعلم عدم استحقاق المقول عنه بالنسبة إلى السامع لاحتمال اطلاع القائل على ما يوجب تسويغ مقاله وهو يهدم قاعده النهى عن الغيبة وهذا الفرد يستثنى من جهة سماع وقد تقدم انه أحد الغيبين وبالجملة فأتحرز عنها من دون وجه راحج في علها فضلا عن الإباحة أولي لتتسم النفس بالأخلاق الفاضلة ويؤيده اطلاق النبي فيما تقده كقوله ص أتدرون ما الغيبة وتلوا الله ورسوله اعلم قال ذكرك أخاك بما يكرهه واما مع وحجانها كرد المبتدعة واخزاء الفسقة والتنفر منهم والتخرد من اتباعهم فذلك يوصف بالوجوب مع امكانه فضلا عن غيره والمعتمد في ذلك كله على المقاصد قلا يغفل المتيقظ عن ملا حظة مقصده واصلاحه والله الموفق الفصل الرابع فيما يلحق بالغيبة عند التدبر وله اسم خاص وقد تعلق به نهى خاص لما عرفت ان الغيبة تطلق على ما ذكر ما يسوء الغير ذكره ويكرهه ولا يؤثره وعلى التنبيه عليه بمكاتبة وإشارة وغيرهما وعلى حديث النفس به وعقد القلب عليه وان لم يذكره ودخل في هذا التعريف وافراد أخرى من المواضع المحرمة على الخصوص وهو أمور أحدها النميمة و هي نقل تول الغير إلى المقول فيه كما يقول فلان تكلم فيك بكذا وكذا سواء نقل ذلك بالقول أو الكتابة أو الإشارة والرمز وكان ذلك النقل كثيرا ما يكون متعلقة نقصانا أو عيبا في المحكي عنه موجبا لكراهته له واعراضه عنه كان ذلك راجعا إلى الغيبة أيضا فجمع بين معصيته الغيبة والنميمة فلا جرم حسن في هذه الرسالة التنبيه على النميمة وما ورد فيها من النهى على الخصوص فإنها إحدى المعاصي الكبائر كما تسمعه وثانيها كلام ذي اللسانين الذي يتردد بين المتخاصمين ونحوهما ويكلم كل واحد منها بكلام يوافقه فان ذلك مع ما ورد فيه من النهى الخاص يرجع
(٣٠٣)