بسم الله الرحمن الرحيم 49 - كتاب الغارات: (1) لإبراهيم بن محمد الثقفي، عن أبي زكريا الجريري عن بعض أصحابه قال: خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده و رسوله انتجبه بالولاية، واختصه بالاكرام، وبعثه بالرسالة، أحب خلقه إليه.
وأكرمهم عليه، فبلغ رسالات ربه، ونصح لامته، وقضى الذي عليه.
أوصيكم بتقوى الله، فان تقوى الله خير ما تواصت به العباد، وأقربه من رضوان الله، وخيره في عواقب الأمور. فبتقوى الله أمرتم، ولها خلقتم، فاخشوا الله خشية ليست بسمعة ولا تعذير (2) فإنه لم يخلقكم عبثا، وليس بتارككم سدى (3) قد أحصى أعمالكم، وسمى آجالكم، وكتب آثاركم، فلا تغرنكم الدنيا فإنها غرارة،. مغرور من اغتر بها، وإلى فناء ما هي.
نسأل الله ربنا وربكم أن يرزقنا وإياكم خشية السعداء، ومنازل الشهداء ومرافقة الأنبياء، فإنما نحن به وله.