بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٨٨
عاقل بينهما؟
وثانيها: أن المدعو هناك، الجفاة الطغام مع خلوهم غالبا عن الحمية والمروءة، وهاهنا أصحابه الذين هم تريكة الإسلام.
وثالثها: أن أصحاب معاوية يتبعونه على غير معونة ولا عطاء، وأصحابه عليه السلام لا يجيبونه إلى المعونة والعطاء، فإن معاوية إنما كان يعطي رؤساء القبائل الأموال الجليلة، ولا يعطي الجند على وجه العطاء والمعونة شيئا، وهم كانوا يطيعون الرؤساء للحمية أو العطايا من هؤلاء لهم.
والتريكة: بيضة النعامة تتركها في مجثمها، أي: أنتم خلف الإسلام وبقيته، كالبيضة التي تتركها النعامة.
وقوله [عليه السلام] " إلى المعونة " متعلق ب‍ [قوله:] " أدعوكم ".
قوله عليه السلام: " لا يخرج إليكم " أي: إنكم لا تقبلون مما أقول لكم شيئا، سواء كان مما يرضيكم أو مما يسخطكم. " وإلى " متعلق بقوله: " أحب ".
ودرس الكتاب: - كنصر وضرب - أي قرأ فقوله: " دارستكم الكتاب ": أي قرأته عليكم للتعليم، وقرأتم علي للتعلم.
قوله عليه السلام: " وفاتحتكم " أي حاكمتكم بالمحاجة والمجادلة. وساغ الشراب في الحلق أي: دخل بسهولة. ومججته من فمي: أي رميت به أي بينت لكم الأمور الدينية ما كنتم تنكرونه بآرائكم، وأعطيتكم من العطايا ما كنتم محرومين منها.
وكلمة " لو " في قوله عليه السلام: " لو كان ": للتمني أو الجزاء محذوف.
وقوله عليه السلام: " وأقرب بقوم " بصيغة التعجب، أي ما أقربهم إلى الجهل. وقوله عليه السلام: " قائدهم معاوية ": صفة لقوم، فصل بين الصفة والموصوف بالجار والمجرور، وهو مجوز. وورد مثله في الكلام المجيد.
(٨٨)
مفاتيح البحث: الحلق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395