بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٥٧
يدخل في بيوتكم، وسيف قاطع، وتتمنون عند ذلك أنكم رأيتموني وقاتلتم معي وقتلتم دوني وكأن قد.
وعن بكر بن عيسى: أنهم لما أغاروا بالسواد، قام علي عليه السلام فخطب إليهم فقال:
أيها الناس ما هذا؟! فوالله إن كان ليدفع عن القرية بالسبعة نفر من المؤمنين تكون فيها.
وعن ثعلبة بن يزيد الحماني أنه قال: بينما أنا في السوق إذ سمعت مناديا ينادي الصلاة جامعة، فجئت أهرول والناس يهرعون، فدخلت الرحبة فإذا علي عليه السلام على منبر من طين مجصص وهو غضبان، قد بلغه أن ناسا قد أغاروا بالسواد، فسمعته يقول: أما ورب السماء والأرض ثم رب السماء والأرض، إنه لعهد النبي صلى الله عليه وآله أن الأمة ستغدر بي.
وعن المسيب بن نجبة الفزاري أنه قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: إني قد خشيت أن يدال هؤلاء القوم عليكم بطاعتهم إمامهم ومعصيتكم إمامكم، وبأدائهم الأمانة وخيانتكم، وبصلاحهم في أرضهم وفسادكم في أرضكم، وباجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم حتى تطول دولتهم وحتى لا يدعو الله محرما إلا استحلوه، حتى لا يبقى بيت وبر ولا بيت مدر إلا دخله جورهم وظلمهم حتى يقوم الباكيان، باك يبكي لدينه وباك يبكي لدنياه، وحتى لا يكون منكم إلا نافعا لهم أو غير ضار بهم وحتى يكون نصرة أحدكم منهم كنصرة العبد من سيده إذا شهد أطاعه وإذا غاب سبه، فإن أتاكم الله بالعافية فاقبلوا وإن ابتلاكم فاصبروا فإن العاقبة للمتقين. (1)

(١) وهذا هو الحديث: (١٧٨) من كتاب الغارات: ج ٢، ص ٤٨٩. وقريبا منه جدا رواه الطبراني في الحديث: (٣٦) من ترجمة الإمام الحسين من المعجم الكبير: ج ١ / الورق ١٢٥.
ورواه بسنده عنه ابن عساكر في الحديث: (١٨٦) من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395