بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٥٩
يقولون: خذ وكسا وصالح عشيرة * فما تأمرني بالهموم إذا أمسي قال جندب بن عبد الله الوائلي: كان علي عليه السلام يقول: أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا: ذلا شاملا، وسيفا قاتلا، وأثرة يتخذها الظالمون عليكم سنة، فستذكروني عند تلك الحالات فتمنون لو رأيتموني ونصرتموني وأهرقتم دماءكم دون دمي فلا يبعد الله إلا من ظلم.
وكان جندب بعد ذلك إذا رأى شيئا مما يكرهه قال: لا يبعد الله إلا من ظلم.
وعن عمرو بن قعين (1) قال: دعا معاوية يزيد بن شجرة الرهاوي فقال:
إني مسر إليك سرا فلا تطلعن على سري أحدا حتى تخرج من أهل الشام كلها، إني باعثك إلى أهل الله وإلى حرم الله وأهلي وعشيرتي وبيضتي التي انفلقت عني، وفيها جل من قتل عثمان وسفك دمه، فسر على بركة الله حتى تنزل مكة فإنك الآن تلاقي الناس هناك بالموسم، فادع الناس إلى طاعتنا واتباعنا فإن أجابوك فاكفف عنهم واقبل منهم، وإن أدبروا عنك فنابذهم وناجزهم وتقاتلهم حتى تبلغهم أني قد أمرتك أن تبلغ عني، فإنهم الأصل والعشيرة وإني لاستبقائهم محب ولاستيصالهم كاره ثم صل بالناس وتول أمر الموسم.
فقال له يزيد: إنك وجهتني إلى قوم الله ومجمع الصالحين، فإن رضيت أن أسير إليهم وأعمل فيهم برأيي وبما أرجو أن يجمعك الله وإياهم به سرت إليهم، وإن كان لا يرضيك عني إلا الغشم وتجريد السيف وإخافة البرئ ورد العذرة فلست بصاحب ما هناك، فاطلب لهذا الأمر غيري.

(1) الوكس: النقصان والخسة. وفي الغارات عقلا والعقل الدية. وفيها أيضا: يأمروني.
(2) رواه الثقفي رحمه الله في كتاب الغارات بعنوان: غارة يزيد بن شجرة الرهاوي، وفيه: عن جابر بن عمرو بن قعين.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395