الضليل "] امرء القيس.
1171 - أقول: قال ابن أبي الحديد: [قرأت] في أمالي ابن دريد قال:
أخبرني الجرموزي عن ابن المهلبي عن ابن الكلبي عن شداد بن إبراهيم عن عبيد الله بن الحسن العنبري (1) عن ابن عرادة قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعشي الناس في شهر رمضان اللحم ولا يتعشى معهم فإذا فرغوا خطبهم ووعظهم فأفاضوا ليلة في الشعراء وهم على عشائهم فلما فرغوا خطبهم عليه السلام وقال في خطبته: اعلموا أن ملاك أمركم الدين وعصمتكم التقوى وزينتكم الأدب وحصون أعراضكم الحلم.
ثم قال: قل يا أبا الأسود فيما كنتم تفيضون فيه أي الشعراء أشعر!
فقال: يا أمير المؤمنين [أشعر الشعراء] الذي يقول:
ولقد أغتدي يدافع ركني * أعوجي ذو ميعة إضريج مخلط مزيل معن مفن * منفح مطرح سبوح خروج يعني أبا داود الأيادي. فقال عليه السلام: ليس به. قالوا: فمن يا أمير المؤمنين! فقال: لو رفعت للقوم غاية فجروا إليها معا علمنا من السابق منهم ولكن إن يكن فالذي لم يقل عن رغبة ولا رهبة. قيل: من هو يا أمير المؤمنين!
قال: هو الملك الضليل ذو القروح. قيل: امرء القيس يا أمير المؤمنين! قال: هو.
قيل: فأخبرنا عن ليلة القدر! قال: ما أخلو من أن أكون أعلمها فأستر علمها ولست أشك أن الله إنما يسترها عنكم نظرا لكم لأنه لو أعلمكموها عملتم فيها وتركتم غيرها وأرجو أن لا تخطئكم إن شاء الله انهضوا رحمكم الله.
[ثم قال:] وقال ابن دريد لما فرغ من الخبر: إضريج: ينبثق في عدوه.