بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٣٤٥
حتى قتلوا وغلبوا؟ وقال عليه السلام: ولو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله وإظهار الطواغيت عليهم سألوا الله دفع ذلك عنهم لدفع [الله ذلك عنهم] ثم كان انقضاء مدة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد وما كان الذي أصابهم يا حمران لذنب اقترفوه ولا لعقوبة من معصية خالفوا الله فيها ولكن لمنازل وكرامة أراد [الله] أن يبلغهم إياها فلا يذهبن بك المذاهب فيهم.
ومنه قال: لما نزل أمير المؤمنين النهروان سأل عن جميل بن بصيهري كاتب [أ] نوشيروان فقيل: إنه بعد حي يرزق فأمر بإحضاره فلما حضر وجد حواسه كلها سالمة إلا البصر، و [وجد] ذهنه صافيا وقريحته تامة فسأله كيف ينبغي للإنسان يا جميل أن يكون! قال: يجب أن يكون قليل الصديق كثير العدو. قال: أبدعت يا جميل فقد أجمع الناس على أن كثرة الأصدقاء أولى.
فقال ليس الأمر على ما ظنوا فإن الأصدقاء إذا كلفوا السعي في حاجة الإنسان لم ينهضوا بها كما يجب وينبغي والمثل فيه [هو قولهم] " من كثرة الملاحين غرقت السفينة " فقال أمير المؤمنين قد امتحنت هذا فوجدته صوابا فما منفعة كثرة الأعداء! فقال: إن الأعداء إذا كثروا يكون الإنسان أبدا متحرزا متحفظا أن ينطق بما يؤخذ عليه أو تبدر منه زلة يؤخذ عليها فيكون أبدا على هذه الحالة سليما من الخطايا والزلل. فاستحسن ذلك [منه] أمير المؤمنين عليه السلام.
1170 - نهج: [و] سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن أشعر الشعراء! فقال: إن القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عن قصبتها؟ فإن كان ولا بد فالملك الضليل.
قال السيد [الرضي]: رحمه الله: يريد [عليه السلام من قوله: " الملك

1170 - رواه السيد الرضي رضوان الله عليه في المختار: (461) من الباب الثالث من نهج البلاغة.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395