حتى قتلوا وغلبوا؟ وقال عليه السلام: ولو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله وإظهار الطواغيت عليهم سألوا الله دفع ذلك عنهم لدفع [الله ذلك عنهم] ثم كان انقضاء مدة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد وما كان الذي أصابهم يا حمران لذنب اقترفوه ولا لعقوبة من معصية خالفوا الله فيها ولكن لمنازل وكرامة أراد [الله] أن يبلغهم إياها فلا يذهبن بك المذاهب فيهم.
ومنه قال: لما نزل أمير المؤمنين النهروان سأل عن جميل بن بصيهري كاتب [أ] نوشيروان فقيل: إنه بعد حي يرزق فأمر بإحضاره فلما حضر وجد حواسه كلها سالمة إلا البصر، و [وجد] ذهنه صافيا وقريحته تامة فسأله كيف ينبغي للإنسان يا جميل أن يكون! قال: يجب أن يكون قليل الصديق كثير العدو. قال: أبدعت يا جميل فقد أجمع الناس على أن كثرة الأصدقاء أولى.
فقال ليس الأمر على ما ظنوا فإن الأصدقاء إذا كلفوا السعي في حاجة الإنسان لم ينهضوا بها كما يجب وينبغي والمثل فيه [هو قولهم] " من كثرة الملاحين غرقت السفينة " فقال أمير المؤمنين قد امتحنت هذا فوجدته صوابا فما منفعة كثرة الأعداء! فقال: إن الأعداء إذا كثروا يكون الإنسان أبدا متحرزا متحفظا أن ينطق بما يؤخذ عليه أو تبدر منه زلة يؤخذ عليها فيكون أبدا على هذه الحالة سليما من الخطايا والزلل. فاستحسن ذلك [منه] أمير المؤمنين عليه السلام.
1170 - نهج: [و] سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن أشعر الشعراء! فقال: إن القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عن قصبتها؟ فإن كان ولا بد فالملك الضليل.
قال السيد [الرضي]: رحمه الله: يريد [عليه السلام من قوله: " الملك