بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٧٨
فقال [النبي]: يا عمرو هذا وقومه آية الجنة. ثم أقبل معاوية حتى سلم فجلس، فقال [النبي]: يا عمرو هذا وقومه آية النار.
[ثم قال] وذكر [عمرو] بدء إسلامه [و] أنه كان في إبل لأهله، وكانوا أهل عهد لرسول الله، وأن أناسا من أصحاب رسول الله مروا به وقد بعثهم رسول الله صلى الله عليه وآله في بعث فقالوا: يا رسول الله ما معنا زاد ولا نهتدي الطريق فقال: إنكم ستلقون رجلا صبيح الوجه يطعمكم من الطعام، ويسقيكم من الشراب ويهديكم الطريق [و] هو من أهل الجنة.
[قال عمرو:] فأقبلوا حتى انتهوا إلي من آخر النهار، وأمرت فتياني فنحروا جزورا وحملوا [إلى القوم] من اللبن، فبات القوم يطعمون من اللحم ما شاءوا، ويسقون من اللبن ثم أصبحوا فقلت: ما أنتم بمنطلقين حتى تطعموا وتشربوا فقال رجل منهم وضحك إلى صاحبه فقلت: ومم ضحكت! فقال: أبشر ببشرى الله ورسوله، فقلت: وما ذاك! قال: قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا الفج وأخبرناه أنه ليس لنا زاد ولا هداية الطريقة فقال:
ستلقون رجلا صبيح الوجه يطعمكم من الطعام ويسقيكم من الشراب ويدلكم على الطريق [وهو] من أهل الجنة، فلم نلق من يوافق نعت رسول الله غيرك.
قال [عمرو] فركبت معهم وأرشدتهم إلى الطريق، ثم انصرفت إلى فتياني وأوصيتهم بإبلي ثم سرت كما أنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى بايعت وأسلمت، وأخذت لنفسي ولقومي أمانا من رسول الله صلى الله عليه وآله أنا آمنون على أموالنا ودمائنا إذ شهدنا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقمنا الصلاة وآتينا الزكاة وأقمنا بسهم الله ورسوله قال: فإذا فعلتم ذلك فأنتم آمنون على أموالكم ودمائكم، لكم بذلك ذمة الله ورسوله لا نعتدي عليكم في مال ولا دم.
[ثم قال عمرو] فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ما أقمت، وغزوت معه غزوات وقبض الله ورسوله.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395