واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان) [41 / الأنفال: 8] نحن والله عنى بذوي القربى الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه صلى الله عليه وآله، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيبا، أكرم الله سبحانه وتعالى نبيه، وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ أيدي الناس.
فقال له رجل: إني سمعت من سلمان وأبي ذر الغفاري والمقداد، أشياء من تفسير القرآن والرواية عن النبي صلى الله عليه وآله، وسمعت منك تصديق ما سمعت منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله، [و] أنتم تخالفونهم وتزعمون أن ذلك باطل، أفترى الناس يكذبون متعمدين على نبي الله صلى الله عليه وآله ويفسرون القرآن بآرائهم؟
قال: فأقبل [إليه أمير المؤمنين] عليه السلام فقال له: قد سألت فافهم الجواب:
إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وعاما وخاصا، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما، وقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو حي، حتى قام خطيبا فقال: " أيها الناس قد كثرت علي الكذابة، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من لنار ". وإنما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس:
رجل منافق مظهر للإيمان متصنع بالإسلام، لا يتأثم ولا يتحرج في أن يكذب على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدا، فلو علم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله، ولكنهم قالوا: " صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ورآه وسمع منه ولقف عنه " ويأخذون [فيأخذون " خ "] بقوله وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم بما وصفهم به لك.
ثم بقوا بعده صلى الله عليه وآله فتقربوا إلى أئمة الضلالة، والدعاة إلى النار بالزور والبهتان، فولوهم الأعمال وجعلوهم حكاما على رقاب الناس، وأكلوا