بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ١١٣
المتداول، قال الله تعالى: (كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم) [76 / الحشر: 59]: أي إذا لم يقسم الإمام بالسوية، ويخص بالمال بعضهم دون بعض، فيتخذ قوما دون قوم فيفرق المسلمين.
وروي " الخائف " بالمعجمة. والدول - بكسر الدال جمع دولة - بالفتح - وهي الغلبة: أي من يخاف دول الأيام وتقلب الدهور، فيتخذ قوما يتوقع نفعهم في دنياه، ويقويهم ويضعف آخرين.
قوله عليه السلام: " دون المقاطع ": أي يقف عند مقطع الحكم فلا يقطعه، بأن يحكم بالحق بل يحكم بالباطل، أو يسوف الحكم حتى يضطر المحق ويرضى بالصلح، فيذهب بعض حقه. ويحتمل أن يكون " دون " بمعنى غير ":
أي يقف في غير مقطعه.
وقال ابن أبي الحديد: فإن قلت: أفتراه عنى بهذا قوما بأعيانهم؟ قلت:
الإمامية تزعم أنه رمز بالجفاء والعصبية لقوم دون قوم إلى عمر. ورمز بالجهل إلى من كان قبله، ورمز بتعطيل السنة إلى عثمان ومعاوية. انتهى.
والأظهر أن المراد بالبخيل [هو] عثمان، لما هو المعلوم من أكله أموال المسلمين، ولما مر منه عليه السلام في [الخطبة] الشقشقية. و [المراد] ب‍ " الجاهل " جميعهم. وب‍ " الجافي " عمر كما مر [أيضا] في [الخطبة] الشقشقية.
وب‍ " الحائف للدول " عمر وعثمان كما هو المعلوم من سيرتهما. وب‍ " المعطل للسنة " أيضا جميعهم.
950 - نهج: [و] من خطبة له عليه السلام:
ليتأس صغيركم بكبيركم، وليرؤف كبيركم بصغيركم، ولا تكونوا كجفاة الجاهلية، لا في الدين يتفقهون، ولا عن الله يعقلون، كقيض بيض في أداح

(1) 950 - رواه السيد الرضي في المختار: (164) من نهج البلاغة.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395