فيه وقاربه واختلق كتابا نسبه إلى قيس فقرأه على أهل الشام.
فشاع في الشام كلها أن قيسا صالح معاوية وأتت عيون علي عليه السلام إليه بذلك فأعظمه وأكبره وتعجب له ودعا ابنيه حسنا وحسينا وابنه محمدا وعبد الله بن جعفر فأعلمهم بذلك وقال ما رأيكم فقال: عبد الله بن جعفر:
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك اعزل قيسا من مصر. قال علي عليه السلام:
والله إني غير مصدق بهذا على قيس فقال عبد الله: اعزله يا أمير المؤمنين فإن كان حقا ما قد قيل لا يعتزلك إن عزلته.
قال: فإنهم لكذلك إذ جاءهم كتاب من قيس بن سعد [وفيه]:
أما بعد فإني أخبرك يا أمير المؤمنين أكرمك الله وأعزك أن قبلي رجالا معتزلين سألوني أن أكف عنهم وأدعهم على حالهم حتى يستقيم أمر الناس وترى ويرون وقد رأيت أن أكف عنهم ولا أعجل بحربهم وأن أتألفهم فيما بين ذلك لعل الله أن يقبل بقلوبهم ويفرقهم عن ضلالتهم إنشاء الله والسلام فقال عبد الله بن جعفر: يا أمير المؤمنين إنك إن أطعته في تركهم واعتزالهم استسرى الامر وتفاقمت الفتنة وقعد عن بيعتك كثير ممن تريده على الدخول فيها ولكن مره بقتالهم فكتب إليه:
أما بعد فسر إلى القوم الذين ذكرت فإن دخلوا فيما دخل فيه المسلمون وإلا فناجزهم والسلام.
فلما أتى هذا الكتاب قيسا فقرأه لم يتمالك أن كتب إليه:
أما بعد، يا أمير المؤمنين فالعجب لك تأمرني بقتال قوم كافين عنك لم يمدوا يدا للفتنة ولا أرصدوا لها فأطعني يا أمير المؤمنين وكف عنهم فإن الرأي تركهم والسلام.
فلما أتاه الكتاب قال عبد الله بن جعفر: يا أمير المؤمنين ابعث محمد بن أبي بكر إلى مصر واعزل قيسا فبلغني والله أن قيسا يقول: إن سلطانا لا يتم إلا بقتل مسلمة بن مخلد لسلطان سوء والله ما أحب أن لي سلطان الشام مع سلطان مصر وأني قتلت ابن مخلد.