واسكن الأمصار العظام فإنها جماع المسلمين واحذر منازل الغفلة والجفاء وقلة الأعوان على طاعة الله.
واقصر رأيك على ما يعنيك وإياك ومقاعد الأسواق فإنها محاضر الشيطان ومعاريض الفتن.
وأكثر أن تنظر إلى من فضلت عليك فإن ذلك من أبواب الشكر ولا تسافر في يوم جمعة حتى تشهد الصلاة إلا فاصلا في سبيل الله أو في أمر تعذر به وأطع الله في جمل أمورك فإن طاعة الله فاضلة على ما سواها.
وخادع نفسك في العبادة وارفق بها ولا تقهرها وخذ عفوها ونشاطها إلا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة فإنه لا بد من قضائها وتعاهدها عند محلها.
وإياك أن ينزل بك الموت وأنت آبق من ربك في طلب الدنيا.
وإياك ومصاحبة الفساق فإن الشر بالشر ملحق.
ووقر الله وأحبب أحباءه واحذر الغضب فإنه جند عظيم من جنود إبليس والسلام.
إيضاح: [قوله عليه السلام]: " بحبل القرآن " لعل الإضافة بيانية كما قال صلى الله عليه وآله في حديث الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض " وانتصحه " أي عده لك ناصحا فيما أمرك به ونهاك عنه " وأحل حلاله " أي اعتقده كذلك واعمل به " وصدق بما سلف " أي صدق بما تضمنه القرآن من أيام الله ومثلاته في الأيام السالفة والنبيين والمرسلين وما جاؤوا به أو بما ظهر لك من حقيته من الأمور السالفة من ابتدأ العالم وحدوثه وبعث النبيين وأحوالهم وغيرها سواء ظهر من الكتاب أو السنة أو البرهان العقلي " وكلها حائل " أي متغير " إلا على حق " أي على حق عظيم معتد به من الأموال أو مطلقا مالا أو غيره أو الغرض عدم الحلف على الباطل " ولا تتمن الموت " أي لا تطلبه إلا مقرونا ومشروطا بأن يكون صلاحك فيه وتدخل الجنة بعده وتكون مغفورا مبرورا وقال ابن أبي الحديد: أي الا وأنت واثق من أعمالك