تعالى: * (فبهديهم اقتدوه) * انتهى.
قيل: ويحتمل إرجاع الضمير المرفوع في قوله عليه السلام: " اشتروه " إلى الناس والمنصوب إلى المنع المذكور في ضمن قوله " منعوا " أي إنما أهلك من كان قبلكم أن الظالمين منهم تصرفوا في أمورهم وصاروا خلفاء فيهم حكاما بينهم وهو معنى منعهم الحق فرضوا بذلك وتعوضوا به عن الحق وخلفائه فالاشتراء كناية عن الرضا أو استعارة لتعوضهم أو مجاز فيه.
وأما الضمير المنصوب في قوله عليه السلام " فاقتدوه " فيحتمل الارجاع إلى الاخذ فيكون نظيرا لسابقه أو إلى الباطل.
أقول وفي بعض النسخ " فافتدوه " بالفاء أي أخذوهم بأحكام الجور فأعطوا الفداء ليتخلصوا منهم فالضمير راجع إلى الباطل ولعله أنسب.
693 - نهج البلاغة: وقال عليه السلام لزياد بن أبيه وقد استخلفه لعبد الله بن العباس على فارس وأعمالها في كلام طويل كان بينهما نهاه فيه عن تقديم الخراج:
استعمل العدل واحذر العسف والحيف، فإن العسف يعود بالجلاء والحيث يدعو إلى السيف.
بيان: قال في القاموس: عسف السلطان: ظلم وفلانا استخدمه والحيف: الميل والجور والظلم فيحتمل أن يكون المراد بالحيث الميل إلى بعض الرعايا بالاعزاز والاحترام وتفضيل بعضهم على بعض فإن ذلك يورث العداوة بينهم وعدم طاعة بعضهم للوالي فيكون داعيا إلى القتال.
أو المراد بالعسف الاستخدام كما هو دأب الملوك في استخدام الرعايا وأخذ دوابهم فالحيف بمعنى الظلم أي ساير أنواعه.