القرص إذا قدرت عليه مطعوما وتقنع بالملح مأدوما ولادعن مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك؟ وتشبع الربيضة من عشبها فتربض؟ ويأكل علي من زاده فيهجع؟ قرت إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية.
طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها وعركت بجنبها بؤسها وهجرت في الليل غمضها حتى إذا غلبا الكرى عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم وهممت [وهمهمت " خ "] بذكر ربهم شفاههم وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم " أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ".
فاتق الله يا ابن حنيف ولتكفك أقراصك ليكون من النار خلاصك.
إيضاح: عثمان بن حنيف هو الذي أخرجه طلحة والزبير من البصرة حين قدماها [قوله عليه السلام:] " من فتية أهل البصرة " قال ابن أبي الحديد: [أي من فتيانها] أو من شبانها وأسخيائها ويروى " أن رجلا من قطان البصرة " أي سكانها وقال في النهاية: المأدبة بضم الدال: الطعام يدعى إليه القوم وقد جاءت بفتح الدال أيضا يقال: أدب فلان القوم يأدبهم بالكسر أي دعاهم إلى طعامه والآدب: الداعي. " يستطاب لك الألوان " يطلب لك طيبها ولذيذها.
وقال الجوهري: الجفنة كالقصعة والجمع الجفان. والعائل: الفقير والجفاء:
نقيض الصلة والمجفو: المبعد.
ثم اعلم أن ظاهر كلامه عليه السلام النهي عن إجابة مثل هذه الدعوة من وجهين: أحدهما إنه طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو فهم من أهل الرياء والسمعة وعدم إجابة دعوتهم أولى.