ولا تدخروا أنفسكم نصيحة ولا الجند حسن سيرة ولا الرعية معونة ولا دين الله قوة وأبلوا في سبيله ما استوجب عليكم فإن الله سبحانه قد اصطنع عندنا وعندكم أن نشكره بجهدنا وأن ننصره مما بلغت قوتنا ولا قوة إلا بالله العلي [العظيم].
توضيح: " ما يحرزها " أي بحفظ نفسه من عذاب الله ما لا عذر في ترك طلبه لأنه نفع عظيم مقدور على تحصيله فالتفريط في طلبه قبيح.
وقال الجوهري السفير: الرسول والمصلح بين القوم والجمع سفراء.
وقال: قال أبو زيد: حشمت الرجل وأحشمته بمعنى وهو أن يجلس إليك فتؤذيه وتغضبه. وقال ابن الاعرابي: حشمته: أخجلته. وأحشمته: أغضبته وفي بعض النسخ [ولا تحسموا أحدا] بالسين المهملة من الحسم بمعنى القطع. والمعاهد: الذمي وكل من دخل بأمان. وقال الجوهري: العداء: تجاوز الحد والظلم يقال: عدا عليه عدوا وعدوا وعداءا: [ظلمه].
و [قال ابن الأثير] في [مادة " شوك " من كتاب] النهاية: شوكة القتال: شدته وحدته.
[قوله عليه السلام] " ولا تدخروا أنفسكم " أي لا تمنعوا عن أنفسكم نصيحة وارعوا ما فيه صلاحها.
وفي النهاية: الابلاء: الانعام والاحسان. وفي حديث بر الوالدين: " أبل الله تعالى عذرا في برها " أي أعطه وأبلغ العذر فيها إليه والمعنى أحسن فيما بينك وبين الله ببرك إياهما. وقال: الاصطناع: افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والاحسان.
قوله عليه السلام: " أن نشكره " أي اصطنع إلينا لان نشكره أو جعل شكره بجهدنا ونصره بقوتنا صنيعة ومعروفا عندنا وعندكم.
685 - نهج البلاغة: من كتابه إلى أمرائه في الصلاة أما بعد فصلوا بالناس