بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٤٦٠
وقال في النهاية: كل عيب وخلل في شئ فهو عورة. ومنه حديث علي عليه السلام:
" ولا تصيبوا معورا " أعور الفارس إذ بدا فيه موضع خلل للضرب " وإن " في قوله عليه السلام: " إن كنا " مخففة من المثقلة وكذا في قوله: " وإن كان " والواو في قوله " وإنهن " للحال. والفهر بالكسر: الحجر ملاء الكف. وقيل مطلقا. والهراوة بالكسر: العصا. والتناول بهما كناية عن الضرب بهما وقوله عليه السلام: " وعقبه " عطف على الضمير المستكن المرفوع في قوله [قوله:] فيعير " ولم يؤكد للفصل بقوله: " بها " كقوله تعالى: * (ما أشركنا ولا آباؤنا) *.
675 - نهج البلاغة: وكان يقول عليه السلام لأصحابه عند الحرب:
لا تشتدن عليكم فرة بعدها كرة ولا جولة بعدها حملة وأعطوا السيوف حقوقها ووطنوا للجنوب مصارعها، واذمروا أنفسكم على الطعن الدعسي والضرب الطلحفي وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل.
والذي فلق الحبة وبرء النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر فلما وجدوا عليه أعوانا أظهروه.
بيان: " لا تشتدن عليكم " أي لا تستصعبوا ولا يشق عليكم فرار بعده رجوع إلى الحرب. والجولة: الدوران في الحرب والجائل الزائل عن مكانه، وهذا حض لهم على أن يكروا ويعودوا إلى الحرب إن وقعت عليهم كرة أو المعنى إذا رأيتم المصلحة في الفرار لجذب العدو إلى حيث تتمكنوا منه فلا تشتد عليكم ولا تعدوه عارا.
[قوله عليه السلام:] " ووطئوا للجنوب مصارعها " وفي بعض النسخ:
[ووطنوا] بالنون أي اجعلوا مصارع الجنوب ومساقطها وطنا لها أو وطيئا لها أي استعدوا للسقوط على الأرض والقتل [والكلام] كناية عن العزم على الحرب وعدم الاحتراز عن مفاسدها. وقال الجوهري: ذمرته ذمرا: حثثته.

675 - رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار: (16) من الباب الثاني من نهج البلاغة.
(٤٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 455 456 457 458 459 460 461 462 463 465 466 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533