إبراهيم بن عمران الشيباني عن يونس بن إبراهيم عن يحيى بن الأشعث الكندي عن مصعب بن يزيد الأنصاري قال: استعملني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على أربعة رساتيق المدائن: البهقباذات ونهر شيريا ونهر جوير ونهر الملك وأمرني أن أضع على كل جريب زرع غليظ درهما ونصفا وعلى كل جريب وسط درهما وعلى كل جريب زرع رقيق ثلثي درهم وعلى كل جريب كرم عشرة دراهم وعلى كل جريب نخل عشرة دراهم وعلى كل جريب البساتين التي تجمع النخل والشجر عشرة دراهم وأمرني أن ألقى كل نخل شاذ عن القرى لمارة الطريق وابن السبيل ولا آخذ منه شيئا وأمرني أن أضع على الدهاقين الذين يركبون البراذين ويتختمون بالذهب على كل رجل منهم ثمانية وأربعين درهما وعلى أوساطهم والتجار منهم على كل رجل أربعة وعشرين درهما وعلى سفلتهم وفقرائهم اثني عشر درهما على كل إنسان منهم قال:
فجبيتها ثمانية عشر ألف ألف درهم في سنة.
إيضاح: قال محمد بن إدريس رحمه الله في كتاب السرائر: " بهر سير " بالباء المنقطة من تحتها نقطة واحدة والسين غير المعجمة هي المدائن والدليل على ذلك أن الراوي قال: استعملني على أربعة رساتيق ثم عد خمسة فذكر المدائن ثم ذكر من جملة الخمسة " بهر سير " فعطف على اللفظ دون المعنى.
فإن قيل: لا يعطف الشئ على نفسه قلنا: إنما عطف على اللفظة دون المعنى وهذا كثير في القرآن والشعر قال الشاعر:
إلى الملك القرم وابن الهمام * وليث الكتيبة في المزدحم فكل هذه الصفات راجعة إلى موصوف واحد وقد عطف بعضها على بعض لاختلاف ألفاظها.
ويدل على ما قلناه أيضا ما ذكره أصحاب السير في كتاب صفين قالوا: لما سار أمير المؤمنين عليه السلام إلى صفين قالوا: ثم مضى نحو ساباط حتى انتهى إلى مدينة " بهر سير " وإذا رجل من أصحابه ينظر إلى آثار كسرى وهو يتمثل بقول ابن يعفور السهمي: