سعيكم وعليه جزاؤكم، وأيسر ثواب الله للمؤمن خير له من الدنيا التي يقتل الجاهلون أنفسهم عليها " فما عندكم ينفد وما عند الله باق، ولنجزين الذين صبروا جرهم بأحسن ما كانوا يعملون " [96 / النحل: 16].
وأما عدوكم الذين لقيتم (1) فحسبهم خروجهم من الهدى وارتكاسهم في الضلالة وردهم الحق وجماحهم في التيه فذرهم وما يفترون ودعهم في طغيانهم يعمهون فأسمع بهم وأبصر فكأنك بهم عن قليل بين أسير وقتيل فأقبل إلينا أنت وأصحابك مأجورين فقد أطعتم وسمعتم وأحسنتم البلاء والسلام.
قال: ونزل الناجي جانبا من الأهواز واجتمع إليه علوج كثير من أهلها ممن أراد كسر الخراج وممن اللصوص وطائفة أخرى من الاعراب ترى رأيه.
قال إبراهيم وروي عن عبد الله بن قعين قال: كنت أنا وأخي كعب في ذلك الجيش مع معقل فلما أراد الخروج أتاه عليه السلام يودعه فقال له: يا معقل بن قيس اتق الله ما استطعت فإنها وصية الله للمؤمنين لا تبغ على أهل القبلة ولا تظلم أهل الذمة ولا تتكبر فإن الله لا يحب المتكبرين.
فقال معقل: الله المستعان فقال [علي عليه السلام: هو] خير مستعان ثم قام [معقل] فخرج وخرجنا معه حتى نزل الأهواز فأقمنا أياما حتى بعث ابن عباس خالد ابن معدان مع جيش البصرة فدخل على صاحبنا وسلم عليه بالامرة واجتمعا جميعا في عسكر واحد ثم خرجنا إلى الناجي وأصحابه فأخذوا يرتفعون نحو جبال " رامهرمز " يريدون قلعة بها حصينة فلحقناهم وقد دنوا من الجبل فصففنا لهم ثم أقبلنا نحوهم فجعل معقل على ميمنته يزيد بن معقل وعلى ميسرته منجاب بن راشد.
ووقف الناجي بمن معه من العرب فكانوا ميمنة وجعل أهل البلد والعلوج ومن أراد كسر الخراج وجماعة من الأكراد ميسرة.