السلام فإن قال: علي غسل عنه الدم وسقاه من الماء، وإن سكت وجأه بسكين حتى يموت قال: فكان يسمى المخضخض.
وعن عمرو بن شمر عن جابر عن الشعبي عن الأحنف بن قيس قال:
والله إني إلى جانب عمار فتقدمنا حتى إذا دنونا من هاشم بن عتبة قال له عمار: احمل فداك أبي وأمي ونظر عمار إلى رقة في الميمنة فقال له هاشم:
رحمك الله يا عمار إنك رجل تأخذك خفة في الحرب وإني إنما أزحف باللواء زحفا وأرجو أن أنال بذلك حاجتي وإني إن خففت لم آمن الهلكة وقد قال معاوية لعمرو: ويحك يا عمرو إن اللواء مع هاشم كأنه يرقل به إرقالا و إن زحف به زحفا إنه لليوم الأطول لأهل الشام (1) فلم يزل به عمار حتى حمل فبصر به معاوية فوجه إليه جملة أصحابه ومن برز بالناس منهم في ناحيته وكان في ذلك الجمع عبد الله بن عمرو ومعه سيفان قد تقلد بواحد وهو يضرب بالآخر وأطافت به خيل علي فقال عمرو: يا الله يا رحمان ابني ابني وكان يقول معاوية: اصبر اصبر فإنه لا بأس عليه قال عمرو: لو كان يزيد إذا لصبرت ولم يزل حماة أهل الشام يذبون عنه حتى نجا هاربا على فرسه ومن معه وأصيب هاشم في المعركة.
قال: وقال عمار حين نظر إلى راية عمرو بن العاص: والله إن هذه الراية قد قاتلتها ثلاث عركات وما هذه بأرشدهن.
وساق الحديث نحو رواية الاختصاص إلى قوله: فأما أبو العادية فطعنه وأما ابن جوين فإنه اجتز رأسه فقال ذو الكلاع لعمرو: ويحك ما هذا؟ قال عمرو إنه سيرجع إلينا وذلك قبل أن يصاب عمار فأصيب عمار مع علي وأصيب ذو الكلاع مع معاوية.