بيان: الشعر في الديوان هكذا:
ألا أيها الموت الذي ليس تاركي * أرحني فقد أفنيت كل خليل أراك مضرا بالذين أحبهم * كأنك تنحو نحوهم بدليل وروى الشارح عن ابن أعثم أن عمارا رضي الله عنه لما برز يوم صفين قال: أيها الناس هل من رائح إلى الله تطلب الجنة تحت ظلال الأسنة اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه.
فطعنه ابن جون في صدره فرجع وقال: أسقوني شربة من ماء فأتاه راشد مولاه بلبن فلما رآه كبر وقال: هذا ما أخبرني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله بأن آخر زادي من الدنيا ضياح من لبن فلما شرب خرج من مكان الجرح وسقط وتوفي رضي الله عنه فأتاه علي عليه السلام وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون إن امرءا لم يدخل عليه مصيبة من قتل عمار فما هو في الاسلام من شئ ثم صلى عليه وقرأ هاتين البيتين.
377 - الاختصاص: عن محمد بن الحسن عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي عن نصر بن أحمد عن أبي مخنف لوط بن يحيى عن محمد بن إسحاق عن صالح بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن عوف قال: حدثني شيخ من أسلم شهد صفين مع القوم قال:
والله إن الناس على سكناتهم فما راعنا إلا صوت عمار بن ياسر حين اعتدلت الشمس أو كادت تعتدل وهو يقول: أيها الناس من رائح إلى الجنة كالظمآن يرى الماء؟ ما الجنة إلا تحت أطراف العوالي اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه.
يا معشر المسلمين أصدقوا الله فيهم فإنهم والله أبناء الأحزاب دخلوا في هذا الدين كارهين حين أذلتهم حد السيوف وخرجوا منه طائعين حتى أمكنتهم الفرصة.