بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٢٨
يكون صلحا بين هذين الجندين فقال له أبو نوح: إنك رجل غادر وأنت في قوم غدور وإن لم تكن تريد الغدر أغدروك وإني أن أموت أحب إلي من أن أدخل مع معاوية وأدخل في دينه وأمره. فقال ذو الكلاع: أنا جار لك من ذلك أن لا تقتل ولا تسلب ولا تكره على بيعة ولا تحبس عن جندك وإنما هي كلمة تبلغها عمرا لعل الله أن يصلح بين هذين الجندين ويضع عنهم الحرب والسلاح.
فسار معه حتى أتى عمرو بن العاص وهو عند معاوية وحوله الناس وعبد الله بن عمرو يحرض الناس فلما وقفا على القوم قال ذو الكلاع لعمرو: يا [أ] با عبد الله هل لك في رجل ناصح لبيب شفيق يخبرك عن عمار بن ياسر ولا يكذبك؟ قال عمرو: من هذا معك؟ قال: هذا ابن عمي وهو من أهل الكوفة فقال له عمرو: إني لأرى عليك سيماء أبي تراب. قال أبو نوح: علي سيماء محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه وعليك سيماء أبي جهل وسيماء فرعون.
فقام أبو الأعور فسل سيفه ثم قال: لا أرى هذا الكذاب يشاتمنا بين أظهرنا وعليه سيماء أبي تراب فقال ذو الكلاع: أقسم بالله لئن بسطت يدك إليه لأحطمن أنفك بالسيف ابن عمي وجاري عقدت له ذمتي وجئت به إليكم ليخبركم عمار تماريتم فيه.
فقال له عمرو: أذكرك بالله يا أبا نوح إلا ما صدقت أفيكم عمار بن ياسر؟ فقال له أبو نوح: ما أنا بمخبرك عنه حتى تخبرني لم تسأل عنه؟ فإن معنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله غيره وكلهم جاد على قتالكم. قال عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن عمارا تقتله الفئة الباغية وإنه ليس ينبغي لعمار أن يفارق الحق ولن تأكل النار منه شيئا.
فقال أبو نوح: لا إله إلا الله والله أكبر والله إنه لفينا جاد على قتالكم فقال عمرو: والله إنه لجاد على قتالنا؟ قال: نعم والله الذي لا إله إلا هو لقد حدثني يوم الجمل أنا سنظهر عليهم ولقد حدثني أمس أن لو ضربونا حتى
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533