بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٣٥
المؤمنين أمكني منه فأشخب أوداجه على أثباجه؟! فقال له ابن هاشم: أفلا كان هذا يا ابن العاص حين أدعوك إلى البراز وقد ابتلت اقدام الرجال من نقع الجريال (1) إذ تضايقت بك المسالك وأشرفت فيها على المهالك وأيم الله لولا مكانك منه لنشبت لك مني خافية أرميك من خلالها بأحد من وقع الأثافي (2) فإنك لا تزال تكثر في دهشك وتخبط في مرسك تخبط العشواء في الليلة الحندس الظلماء. قال: فأعجبت معاوية ما سمع من كلام ابن هاشم فأمر به إلى السجن وكف عن قتله.
وعن عمرو بن شمر عن السدي عن عبد خير قال: لما صرع هاشم مر عليه رجل وهو صريع بين القتلى فقال له: اقرأ أمير المؤمنين السلام ورحمة الله وقل له أنشدك الله إلا أصبحت وقد ربطت مقاود خيلك بأرجل القتلى فإن الدبرة تصبح غدا لمن غلب على القتلى (3) فأخبر الرجل عليا بذلك فسار علي عليه السلام في بعض الليل حتى جعل القتلى خلف ظهره وكانت الدبرة له عليهم.
وعن عمرو بن سعد (4) عن رجل عن أبي سلمة أن هاشم بن عتبة دعا في

(1) في كتاب صفين: من نقيع الجريال. وفي تاج العروس: " الجريال " بالكسر، صبغ أحمر وكما سيأتي عند بيان المصنف.
(2) كذا في أصلي وسيأتي قريبا عند بيان المصنف تفسيره، وفي شرح ابن أبي الحديد: ج 2 ص 814: " الأشافي " قيل: هي جمع " إشفي " وهو مخصف الإسكاف.
هذا هو الظاهر المذكور في شرح المختار: (83) من نهج البلاغة من شرح ابن أبي الحديد: ج 2 ص 278، وفي ط الحديث ببيروت: ج 2 ص 815.
(4) كذا في أصلي، وفي كتاب صفين ص 353: " نصر، عن عمرو بن شمر، عن رجل عن أبي سلمة... ".
وفي شرح المختار: (124) من نهج البلاغة من شرح ابن أبي الحديد: ج 2 ص 817: " قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد عن الشعبي عن أبي سلمة... ".
والقصة ذكرها أيضا الطبري في تاريخه: ج 4 ص 30 وفي ط بيروت: ج 5 ص 42 قال: قال أبو مخنف: وحدثني أبو سلمة أن هاشم بن عتبة... ".
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533