بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٢٥٥
نحتسب المصيبة برسول الله صلى الله عليه وآله وعند الله نحتسب مصيبتنا بالحسن رحمه الله إنه قد بلغتني سجدتك فلا أظن ذلك إلا لوفاته والله لا يسد جسده حفرتك ولا يزيد انقضاء أجله في عمرك ولطال ما رزينا بأعظم من الحسن ثم جبر الله.
قال معاوية كم كان أتى له؟ قال: شأنه أعظم من أن يجهل مولده قال:
أحسبه ترك صبية صغارا؟ قال: كلنا كان صغيرا فكبر. ثم قال: أصبحت سيد أهلك قال: أما ما أبقى الله أبا عبد الله الحسين بن علي فلا. ثم قام وعينه تدمع فقال معاوية: لله دره لا والله ما هيجنا قط إلا وجدناه سيدا.
ودخل [ابن عباس] على معاوية بعد انقضاء العزاء فقال: يا أبا العباس أما تدري ما حدث في أهلك؟ قال: لا. قال: هلك أسامة بن زيد فعظم الله أجرك قال: إنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله أسامة وخرج.
وأتاه بعد أيام وقد عزم على محاققته [محاقته " خ ل "] (1) فصلى في الجامع يوم الجمعة واجتمع الناس عليه يسألونه عن الحلال والحرام والفقه والتفسير وأحوال الاسلام والجاهلية وافتقد معاوية الناس فقيل: إنهم مشغولون بابن عباس ولو شاء أن يضربوا معه بمائة ألف سيف قبل الليل لفعل! فقال: نحن أظلم منه حبسناه عن أهله ومنعناه حاجته ونعينا إليه أحبته انطلقوا فادعوه فأتاه الحاجب فدعاه فقال: إنا بنو عبد مناف إذا حضرت الصلاة لم نقم حتى نصلي أصلي إنشاء الله وآتيه فرجع.
وصلى [ابن عباس] العصر وأتاه فقال: حاجتك فما سأله حاجة إلا قضاها وقال: أقسمت عليك لما دخلت بيت المال فأخذت حاجتك - وإنما أراد أن يعرف أهل الشام ميل ابن عباس إلى الدنيا فعرف ما يريده - فقال: إن ذلك ليس لي ولا لك فإن أذنت أن أعطي كل ذي حق حقه فعلت؟! قال:
أقسمت عليك إلا دخلت فأخذت حاجتك. فدخل فأخذ برنس خز أحمر

(1) المحاقة: المخاصمة، يقال: حاققت زيدا على كذا: خاصمته عليه.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533