أن تقري في بيتك وقد علمت أنك إنما أصبت الفضيلة والكرامة والشرف وسميت أم المؤمنين وضرب عليك الحجاب ببني هاشم فهم أعظم الناس عليك منة وأحسنهم عندك يدا ولست من اختلاف الناس في شئ لولا لك من الامر شئ وعلي أولى بدم عثمان فاتقي الله واحفظي قرابته وسابقته فقد علمت أن الناس بايعوا أباك فما أظهر عليه خلافا وبايع أبوك عمر وجعل الامر له دونه فصبر وسلم ولم يزل بهما برا ثم كان من أمرك وأمر الناس وعثمان ما قد علمت ثم بايعتم عليا (عليه السلام) فغبنا عنكم فأتتنا رسلكم بالبيعة فبايعنا وسلمنا.
فلما قضى كلامه قالت عائشة: يا أبا عبد الله ألقيت أخاك أبا محمد يعني طلحة؟ فقال لها: ما لقيته بعد وما كنت لآتي أحدا ولا أبدأ به قبلك. قالت:
فأته فانظر ماذا يقول.
قال: فأتيناه فكلمه عمران فلم يجد عنده شيئا مما يحب فخرجنا من عنده فأتينا الزبير وهو متكئ وقد بلغه كلام عمران وما قال لعائشة فلما رآنا قعد وقال: أيحسب ابن أبي طالب أنه حين ملك ليس لأحد معه أمر فلما رأى ذلك عمران لم يكلمه فأتى عمران عثمان فأخبره.
وعن أسوس [أشرس " خ "] العبدي عن عبد الجليل بن إبراهيم أن الأحنف بن قيس أقبل حين نزلت عائشة أول مرحلة من البصرة فدخل عليها فقال: يا أم المؤمنين وما الذي أقدمك وما أشخصك وما تريدين؟ قالت: يا أحنف قتلوا عثمان فقال: يا أم المؤمنين مررت بك عام أول بالمدينة وأنا أريد مكة وقد أجمع الناس على قتل عثمان ورمي بالحجارة وحيل بينه وبين الماء فقلت لك: يا أم المؤمنين اعلمي أن هذا الرجل مقتول ولو شئت لتردين عنه وقلت: فإن قتل فإلى من؟ فقلت: إلى علي بن أبي طالب. قالت: يا أحنف صفوه حتى إذا جعلوه مثل الزجاجة قتلوه. فقال: لها أقبل قولك في الرضا ولا أقبل قولك في الغضب.