وفهمت ما فيه وسنكفيك وكل من أصبح مماثلا لك في غيك وضلالك إنشاء الله.
قال أبو مخنف: لما انتهت عائشة في مسيرها إلى الحوأب وهو ماء لبني عامر بن صعصعة نبحتها الكلاب حتى نفرت صعاب إبلها فقال: قائل من أصحابها: ألا ترون ما أكثر كلاب الحوأب وما أشد نباحها؟ فأمسكت زمام بعيرها وقالت: وإنها لكلاب الحوأب؟ ردوني ردوني فإني سمعت رسول الله يقول وذكرت الخبر.
فقال لها قائل: مهلا يرحمك الله فقد جزنا ماء الحوأب. فقالت: فهل من شاهد؟ فلفقوا لها خمسين أعرابيا جعلوا لهم جعلا فحلفوا لها أن هذا ليس بماء الحوأب فسارت لوجهها.
ولما انتهوا إلى حفر أبي موسى قريبا من البصرة أرسل عثمان بن حنيف وهو يومئذ عامل علي عليه السلام على البصرة إلى القوم أبا الأسود الدئلي يعلم له علمهم فجاء حتى دخل على عائشة فسألها عن مسيرها؟ فقالت: أطلب بدم عثمان. قال: إنه ليس بالبصرة من قتلة عثمان أحد. قالت: صدقت ولكنهم مع علي بن أبي طالب بالمدينة وجئت أستنهض أهل البصرة لقتاله!! أنغضب لكم من سوط عثمان ولا نغضب لعثمان من سيوفكم؟؟ فقال لها: ما أنت من السوط والسيف؟ إنما أنت حبيس رسول الله أمرك أن تقري في بيتك وتتلي كتاب ربك ليس على النساء قتال ولا لهن الطلب بالدماء وإن عليا لاولى بعثمان منك وأمس رحما فإنهما ابنا عبد مناف. فقالت: لست بمنصرفة حتى أمضى لما قدمت له أفتظن يا أبا الأسود أن أحدا يقدم على قتالي؟ فقال: أما والله لتقاتلن قتالا أهونه الشديد.
ثم قام فأتى الزبير فقال: يا أبا عبد الله عهد الناس بك وأنت يوم بويع أبو بكر آخذ بقائم سيفك تقول: لا أحد أولى بهذا الامر من ابن أبي طالب وأين هذا المقام من ذاك؟! فذكر له دم عثمان قال: أنت وصاحبك وليتماه فيما بلغناه. قال: فانطلق إلى طلحة فاسمع ما يقول. فذهب إلى طلحة فوجده