قد سارت عائشة وطلحة والزبير كل منهما يدعي الخلافة دون صاحبه ولا يدعي طلحة الخلافة إلا أنه ابن عم عائشة ولا يدعيها الزبير إلا أنه صهر أبيها والله لئن ظفرا بما يريدان ليضربن الزبير عنق طلحة وليضربن طلحة عنق الزبير ينازع هذا على الملك هذا ولقد علمت والله أن الراكبة الجمل لا تحل عقدة ولا تسير عقبة ولا تنزل منزلة إلا إلى معصية الله حتى تورد نفسها ومن معها موردا يقتل ثلثهم ويهرب ثلثهم ويرجع ثلثهم.
والله إن طلحة والزبير ليعلمان أنهما مخطئان وما يجهلان ولرب عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه.
والله لتنبحنها كلاب الحوأب فهل يعتبر معتبر ويتفكر متفكر لقد قامت الفئة الباغية فأين المحسنون.
89 - أقول ورواه أيضا مرسلا في الكافية وزاد في آخره:
مالي وقريش: أما والله لأقتلنهم كافرين ولأقتلنهم مفتونين وإني لصاحبهم بالأمس وما لنا إليها من ذنب غير أنا خيرنا عليها فأدخلناهم في خيرنا.
أما والله لا يترك الباطل حتى أخرج الحق من خاصرته إنشاء الله فلتضج مني قريش ضجيجا.
90 - الإرشاد لما توجه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى البصرة نزل الربذة فلقيه بها آخر الحاج فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه وهو في خبائه قال ابن عباس رضي الله عنه: فأتيته فوجدته يخصف نعلا فقلت له نحن إلى أن تصلح أمرنا أحوج منا إلى ما تصنع فلم يكلمني حتى فرغ من نعله ثم ضمها إلى صاحبتها وقال لي: قومهما. فقلت: ليس لهما قيمة. قال: على ذاك قلت: كسر درهم