بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٧١
أهل البيت يستنكر ويبطل ويقتل رواته، ويساء إلى من يتلوه بغيا وحسدا لما فضل الله به عترة الوصي وصي النبي (صلى الله عليه وآله).
يا ابن اليمان إن النبي (صلى الله عليه وآله) تفل في فمي وأمر يده على صدري، وقال: اللهم أعط خليفتي ووصيي وقاضي ديني ومنجز وعدي وأمانتي ووليي وولى حوضي وناصري على عدوك وعدوي ومفرج الكرب عن وجهي ما أعطيت آدم من العلم وما أعطيت نوحا من الحلم، وما أعطيت إبراهيم من العترة الطيبة والسماحة، وما أعطيت أيوب من الصبر عند البلاء، وما أعطيت داود من الشدة عند منازلة الاقران، وما أعطيت سليمان من الفهم، لا تخف عن علي شيئا من الدنيا حتى تجعلها كلها بين عينيه مثل المائدة الصغيرة بين يديه، اللهم أعطه جلادة موسى واجعل في نسله شبيه عيسى، اللهم إنك خليفتي عليه وعلى عترته وذريته الطيبة المطهرة التي أذهبت عنها الرجس والنجس، وصرفت عنها ملامسة الشيطان، اللهم إن بغت قريش عليه وقدمت غيره عليه فاجعله بمنزلة هارون إذ غاب عنه موسى.
ثم قال: يا علي كم من ولدك من ولد فاضل يقتل، والناس قيام ينظرون لا يغيرون، فقبحت أمة ترى أولاد نبيها يقتلون ظلما ولا يغيرون، إن القاتل والامر والمساعد الذي لا يغير كلهم في الاثم واللعان مشتركون.
يا ابن اليمان إن قريشا لا تنشرح صدورها ولا ترضى قلوبها ولا تجرى ألسنتها ببيعة علي (عليه السلام) وموالاته إلا على الكره والعمى والطغيان، يا ابن اليمان ستبايع قريش عليا ثم تنكث عليه وتحاربه وتناضله وترميه بالعظايم، وبعد علي يلي الحسن وسينكث عليه ثم يلي الحسين (عليه السلام) فيقتل فلعنت أمة تقتل ابن بنت نبيها، ولا تعز من أمة ولعن القائد لها والمرتب لجيشها.
فوالذي نفس علي بيده، لا تزال هذه الامه بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلمة وعسفة وجور واختلاف في الدين، وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه وإظهار البدع وإبطال السنن، واختلاف وقياس مشتبهات، وترك محكمات حتى
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست