بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٣٠١
الطرداء والمنافقون (1) والله إني لو أعلم أنى أدفع ضيما أو أعز لله دينا لوضعت سيفي على عنقي، ثم ضربت به قدما، أتثبون على وصي رسول الله؟ فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء.
ثم قام أبو ذر والمقداد وعمار، فقالوا لعلي (عليه السلام) ما تأمر؟ والله إن أمرتنا لنضر بن بالسيف حتى نقتل، فقال علي (عليه السلام) كفوا رحمكم الله، واذكروا عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما أوصاكم به، فكفوا.
فقال عمر لأبي بكر وهو جالس فوق المنبر: ما يجلسك فوق المنبر وهذا جالس محارب لا يقوم فيبايعك؟ أو تأمر به فنضرب عنقه، والحسن والحسين عليهما السلام قائمان على رأس علي (عليه السلام) فلما سمعا مقالة عمر بكيا ورفعا أصواتهما يا جداه يا رسول الله فضمهما علي (عليه السلام) إلى صدره وقال: لا تبكيا، فوالله لا يقدران على قتل أبيكما، هما أذل وأدخر من ذلك، وأقبلت أم أيمن النوبية حاضنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأم سلمة فقالتا: يا عتيق! ما أسرع ما أبديتم حسدكم لآل محمد!
فأمر بهما عمر أن تخرجا من المسجد، وقال: مالنا وللنساء.
ثم قال: يا علي قم بايع، فقال علي (عليه السلام): إن لم أفعل؟ قال: إذا الله نضرب عنقك، قال: كذبت والله يا ابن صهاك لا تقدر على ذلك، أنت الام أضعف من ذلك، فوثب خالد بن الوليد واخترط سيفه وقال: والله لئن لم تفعل لأقتلنك فقام إليه علي (عليه السلام) وأخذ بمجامع ثوبه ثم دفعه حتى ألقاه على قفاه، ووقع السيف من يده.
فقال عمر: قم يا علي بن أبي طالب فبايع، قال: فإن لم أفعل؟ قال:
إذن والله نقتلك، واحتج عليهم علي (عليه السلام) ثلاث مرات ثم مد يده من غير أن يفتح كفه، فضرب عليها أبو بكر ورضي بذلك، ثم توجه إلى منزله وتبعه الناس.
.

(1) راجع ص 193 و 211
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست