بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٢٧٩
أنت هو، فقال لي عمر: اسكت أسكت الله نأمتك، أيها العبد ابن اللخناء فقال لي علي (عليه السلام): أقسمت عليك يا سلمان لما سكت، فقال سلمان: والله لو لم يأمرني علي (عليه السلام) بالسكوت لخبرته بكل شئ نزل فيه، وكل شئ سمعته من رسول الله فيه، وفي صاحبه، فلما رآني عمر قد سكت قال إنك له لمطيع مسلم.
فلما أن بايع أبو ذر والمقداد ولم يقولا شيئا قال عمر: يا سلمان ألا تكف كما كف صاحباك، والله ما أنت بأشد حبا لأهل هذا البيت منهما، ولا أشد تعظيما لحقهم منهما وقد كفا كما ترى وبايعا، قال أبو ذر أفتعيرنا يا عمر بحب آل محمد (صلى الله عليه وآله) وتعظيمهم؟ لعن الله - وقد فعل - من أبغضهم، وافترى عليهم وظلمهم حقهم، وحمل الناس على رقابهم، ورد هذه الأمة القهقرى على أدبارها، فقال عمر: آمين، لعن الله من ظلمهم حقوقهم، لا والله مالهم فيها حق وما هم فيها وعرض الناس إلا سواء، قال أبو ذر: فلم خاصمتم الأنصار بحقهم وحجتهم؟
فقال علي (عليه السلام) لعمر: يا ابن صهاك فليس لنا فيها حق وهي لك ولابن آكلة الذبان؟ قال عمر: كف الان يا أبا الحسن إذ بايعت، فان العامة رضوا بصاحبي ولم يرضوا بك فما ذنبي، قال علي (عليه السلام): ولكن الله ورسوله لم يرضيا إلا بي فأبشر أنت وصاحبك ومن اتبعكما ووازركما بسخط من الله وعذابه وخزيه، ويلك يا ابن الخطاب لو تدرى مما خرجت وفيما دخلت وماذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك؟
فقال أبو بكر: يا عمر أنا إذ قد بايعنا وأمنا شره وفتكه وغائلته، فدعه يقول:
ما شاء.
فقال علي (عليه السلام): لست بقائل غير شئ واحد أذكركم الله أيها الأربعة قال لسلمان وأبي ذر والزبير والمقداد: أسمعتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن في النار لتابوتا من نار أرى فيه إثنا عشر رجلا ستة من الأولين، وستة من الآخرين، في جب في قعر جهنم، في تابوت مقفل، على ذلك الجب صخرة، فإذا أراد الله أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعرت جهنم من وهج ذلك الجب ومن حره، قال علي (عليه السلام) فسألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنهم وأنتم شهود، فقال (صلى الله عليه وآله) أما
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست