بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٢٧٤
ذكرهم إياه، فقالوا اللهم نعم، فلما تخوف أبو بكر أن ينصره الناس وأن يمنعوه بادرهم، فقال: كلما قلت حق قد سمعناه بآذاننا ووعته قلوبنا ولكن قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: بعد هذا إنا أهل بيت اصطفانا الله وأكرمنا، واختار لنا الآخرة على الدنيا، وان الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة (1) فقال على (عليه السلام): هل أحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) شهد هذا معك؟ فقال عمر: صدق خليفة رسول الله، قد سمعنا هذا منه كما قال (2) وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبى حذيفة ومعاذ بن جبل قد سمعنا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال على (عليه السلام) لقد وفيتم بصحيفتكم الملعونة التي قد تعاقدتم علينا شفى الكعبة: ان قتل الله محمدا أو مات لتزون هذا الامر عنا أهل البيت، فقال أبو بكر: فما علمك بذلك ما أطلعناك عليها؟ فقال على (عليه السلام): أنت يا زبير وأنت يا سليمان وأنت يا أبا ذر وأنت يا أبا ذر وأنت يا مقداد أسألكم بالله وبالاسلام أما سمعتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ذلك وأنتم تسمعون أن فلانا وفلانا حتى عد هؤلاء الخمسة قد كتبوا بينهم كتابا وتعاهدوا فيه وتعاقدوا على ما صنعوا؟
فقالوا اللهم نعم، قد سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول ذلك لك: إنهم قد تعاهدوا و تعاقدوا على ما صنعوا وكتبوا بينهم كتابا إن قتلت أومت أن يزووا عنك هذا يا علي فقلت: بأبي أنت يا رسول الله فما تأمرني إذا كان ذلك أن افعل؟ فقال لك:
ان وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم ونابذهم، وان لم تجد أعوانا فبايعهم واحقن دمك، فقال

(1) قد مر في ذلك كلام منا ص 125، راجعه.
(2) لكنه نفسه كذب هذا الحديث حيث جعل الامر شورى بين ستة وجعل عليه واحدا منهم، ومع أنه أسس الشورى بشريطة لا يرجى الخلافة لعلى (عليه السلام)، لم يثق بذلك و وصاه فقال له (عليه السلام): ان وليت من أمر الناس شيئا فلا تحملن بنى عبد المطلب على رقاب الناس.
وللكلام بقية سيوافيك انشاء الله تعالى.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»
الفهرست