بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ١٨٣
الجن والإنس علي ما بايعتكما أيها الغاصبان، حتى أعرض على ربى، وأعلم ما حسابي، فلما جاءهم كلامه قال عمر: لابد من بيعته فقال بشير بن سعد إنه قد أبي ولج، وليس بمبايع أو يقتل وليس بمقتول حتى تقتل معه الخزرج والأوس فاتركوه وليس تركه بضائر، فقبلوا قوله وتركوا سعدا، وكان سعد لا يصلي بصلاتهم ولا يقضي بقضائهم (1) ولو وجد أعوانا لصال بهم ولقاتلهم، فلم يزل كذلك في ولاية أبي بكر حتى هلك أبو بكر، ثم ولي عمر فكان كذلك فخشى سعد غائلة عمر فخرج إلى الشام فمات بحوران في ولاية عمر، ولم يبايع أحدا وكان سبب موته أن رمي بسهم في الليل فقتله، وزعم أن الجن رموه، وقيل أيضا إن محمد بن مسلمة الأنصاري تولى قتله بجعل جعلت له عليه وروى أنه تولى ذلك المغيرة بن شعبة (2).
قال: وبايع جماعة من الأنصار ومن حضر من غيرهم وعلي

(١) وفى الطبري ٣ / ٢٢٣: فكان سد لا يصلى بصلاتهم ولا يجمع معهم ويحج ولا يفيض معهم بإفاضتهم، فلم يزل كذلك حتى هلك أبو بكر، وزاد في الإمامة والسياسة:
١٧: ولو يجد عليهم أعوانا لصال بهم، ولو بايعه أحد على قتالهم لقاتلهم.
(٢) وممن ذكر ذلك البلاذري في أنساب الأشراف 1 / 250 قال: ويقال انه امتنع من البيعة لأبي بكر ثم من بعده لعمر فوجه إليه رجلا ليأخذ عليه البيعة وهو بحوران من أرض الشام فأباها فرماه فقتله، وفيه يروى هذا الشعر الذي ينتحله الجن:
قتلنا سيد الخزرج * سعد بن عباده رميناه بسهمين * فلم نخط فؤاده وقال الشهيد المرعشي في الاحقاق ج 2 ص 345 قال البلاذري في تاريخه: ان عمر ابن الخطاب أشار إلى خالد بن الوليد ومحمد بن مسلمة الأنصاري بقتل سعد فرماه كل واحد بسهم فقتل، ثم أوقعوا على أوهام الناس أن الجن قتلوه، لأجل خاطر عمر، ووضعوا هذا الشعر على لسانهم:
قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده * فرميناه بسهمين فلم نهط فؤاده
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست