بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ١٥
قلوبها، واستيقنت يقينا لا يخالطه شك أني أنا وأوصيائي بعدي إلى يوم القيامة هداة مهتدون، الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه في آي من كتاب الله كثيرة، وطهرنا وعصمنا، وجعلنا شهداء على خلقه، وحجته في أرضه، وخزانه على علمه، و معادن حكمه، وتراجمة وحيه، وجعلنا مع القرآن والقرآن معنا، لا نفارقه ولا يفارقنا، حتى نرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حوضه، كما قال - وتلك الفرقة الواحدة من الثلاث والسبعين فرقة هي الناجية من النار، ومن جميع الفتن والضلالات والشبهات، هم من أهل الجنة حقا هم يدخلون الجنة بغير حساب، وجميع تلك الفرق الاثنتين والسبعين فرقة هم المتدينون بغير الحق، الناصرون دين الشيطان، الآخذون عن إبليس وأوليائه، هم أعداء الله وأعداء رسوله، وأعداء المؤمنين يدخلون النار بغير حساب، برؤا من الله ومن رسوله وأشركوا بالله وكفروا به، وعبدوا غير الله من حيث لا يعلمون، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا يقولون يوم القيامة والله ربنا ما كنا مشركين يحلفون لله كما يحلفون لكم، ويحسبون أنهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون.
قال: قيل يا أمير المؤمنين أرأيت من قد وقف فلم يأتم بكم ولم يضادكم ولم ينصب لكم، ولم يتولكم، ولم يتبرء من عدوكم، وقال: لا أدري وهو صادق؟ قال: ليس أولئك من الثلاث والسبعين فرقة إنما عنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالثلاث والسبعين فرقة الباغين النصابين الذين قد شهروا أنفسهم، ودعوا إلى دينهم، ففرقة واحدة منها تدين بدين الرحمن، واثنتان وسبعون تدين بدين الشيطان، وتتولى على قبولها، وتتبرء ممن خالفها، فأنا من وحد الله وآمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يعرف ولايتنا ولا ضلالة عدونا، ولم ينصب شيئا ولم يحرم، وأخذ بجميع ما ليس بين المختلفين من الأمة خلاف في أن الله أمر به أو نهى عنه [وكف عما بين المختلفين من الأمة خلاف في أن الله أمر به أو نهى عنه] فلم ينصب شيئا ولم يحلل ولم يحرم ولا يعلم، ورد علم ما أشكل عليه إلى الله، فهذا ناج وهذه الطبقة بين المؤمنين وبين المشركين هم أعظم الناس وجلهم، وهم أصحاب الحساب والموازين
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست