بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ١٤
الذي فيه شركاء متشاكسون، فلان الأول يجمع المتفرقون ولايته، وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ويبرء بعضهم من بعض، فأما رجل سلم لرجل فإنه الأول حقا وشيعته.
ثم قال: إن اليهود تفرقوا من بعد موسى على إحدى وسبعين فرقة منها فرقة في الجنة وسبعون فرقة في النار، وتفرقت النصارى بعد عيسى (عليه السلام) على اثنتين وسبعين فرقة فرقة منها في الجنة وإحدى وسبعون في النار، وتفرقت هذه الأمة بعد نبيها (صلى الله عليه وآله) على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وفرقة في الجنة، ومن الثلاث وسبعين فرقة عشرة فرقة تنتحل ولايتنا ومودتنا اثنتا عشرة فرقة منها في النار وفرقة في الجنة، وستون فرقة من ساير الناس في النار (1).
22 - أقول: وجدت في كتاب سليم بن قيس، عن سلمان أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، وحذو القذة بالقذة، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، وباعا بباع، حتى لو دخلوا جحرا لدخلوا فيه معهم إن التوراة والقرآن كتبته يد واحدة في رق واحد بقلم واحد، وجرت الأمثال والسنن سواء (2).
ثم قال أبان: قال سليم: وسمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: إن الأمة ستفرق على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار، وفرقة في الجنة وثلاث عشرة فرقة من الثلاث وسبعين تنتحل محبتنا أهل البيت، واحدة منها في الجنة واثنتا عشرة في النار، وأما الفرقة الناجية المهدية المؤمنة المسلمة الموفقة المرشدة، فهي المؤتمة بي، المسلمة لأمري، المطيعة لي، المتبرئة من عدوي، المحبة لي، المبغضة لعدوي، التي قد عرفت حقي وإمامتي، وفرض طاعتي من كتاب الله وسنة نبيه، فلم ترتد ولم تشك لما قد نور الله في قلبها من معرفة حقنا وعرفها من فضلنا، وألهمها وأخذ بنواصيها فأدخلها في شيعتنا حتى اطمأنت .

(١) الكافي ج ٨ ص ٢٢٤ (2) كتاب سليم: 93
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست