بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٩٣
وفيها كانت غزوة (1) علي بن أبي طالب عليه السلام إلى بني عبد الله بن سعد من أهل فدك، وذلك أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله أن لهم جمعا يريدون أن يمدوا يهود خيبر.
وفيها سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل في شعبان (2)، وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن أطاعوا فتزوج ابنة ملكهم " فأسلم القوم وتزوج عبد الرحمن

(١) في الامتاع: ٢٦٨: ثم كانت سرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى بنى سعد بن بكر [في الهامش: في الأصل بنى عبد الله سعد بن بكر، والذي أثبتناه هو نص ابن سعد: ج ٢ ص ٦٥] وكانوا بفدك في شعبان منها، ومعه مائة رجل، وقد أجمعوا [يعنى بنى سعد بن بكر] على أن يمدوا يهود خيبر، فسار ليلا وكمن نهارا حتى إذا انتهى إلى ماء بين خيبر و فدك يقال له: الهمج، وجد عينا لبنى سعد قد بعثوه إلى خيبر لتجعل لهم يهود من ثمرها كما جعلوا لغيرهم حتى يقدموا عليهم، فدلهم على القوم بعد ما أمنوه، فسار على حتى أغار على نعيمهم وضمها، وفرت رعاتها، فأنذرت القوم وقد كانوا تجمعوا مائتي رجل، وعليهم وبر بن عليم فتفرقوا، وانتهى على بمن معه فلم ير منهم أحدا، وساق النعم وهي خمسمائة بعير وألفا شاة، فعزل الخمس وصفى رسول الله صلى الله عليه وآله لقوحا تدعى الحفدة [الحفذة. في ابن سعد] ثم قسم الباقي وقدم المدينة.
(2) في الامتاع: إلى كلب بدومة الجندل في شعبان منها، ليدعو كلبا إلى الاسلام، ومعه سبعمائة رجل، فأقعده بين يديه، ونقض عمامته بيده الكريمة، ثم عممه بعمامة سوداء، وأرخى بين كتفيه منها، ثم قال: " هكذا فاعتم يا بن عوف " ثم قال صلى الله عليه وآله: " اغد باسم الله وفى سبيل الله فقاتل من كفر بالله، لا تغل ولا تغدر ولا تقتل وليدا " ثم بسط يده فقال: " يا أيها الناس اتقوا خمسا قبل أن تحل بكم: ما نقص مكيال قوم الا اخذهم الله بالسنين، ونقص من الثمرات لعلهم يرجعون، وما نكث قوم عهدهم الا سلط الله عليهم عدوهم، وما منع قوم الزكاة الا امسك الله عنهم قطر السماء ولولا البهائم لم يسقوا، وما ظهرت الفاحشة في قوم الا سلط الله عليهم الطاعون وما حكم قوم بغير أي القران الا ألبسهم شيعا وأذاق بعضهم بأس " فسار عبد الرحمن حتى قدم دومة الجندل، ودعا أهلها ثلاثة أيام إلى الاسلام وهم يأبون الا محاربته، ثم أسلم الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن ابن ضمضم الكلبي وكان نصرانيا وهو رأس القوم فكتب عبد الرحمن بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مع رافع بن مكيث، وانه أراد ان يتزوج فيهم، فكتب إليه: " ان تزوج تماضر ابنة الأصبغ " فتزوجها، فهي أول كلبية تزوجها قرشي فولدت له أبا سلمة.
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»
الفهرست