بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣١٢
فوالله لعل (1) ما كانت امرأة قط وصبية (2) عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها، قلت: سبحان الله أو قد تحدث الناس (3) بهذا؟ قالت: نعم فمكثت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي (4) دمع، ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي، ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله أسامة بن زيد وعلي بن أبي طالب عليه السلام حين استلبث (5) الوحي يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة فأشار على رسول الله صلى الله عليه وآله بالذي علم من براءة أهله بالذي يعلم في نفسه من الود (6)، فقال: يا رسول الله هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا وأما علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير (7)، وإن تسأل الجارية تصدقك، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بريرة فقال: " يا بريرة هل رأيت شيئا يريبك من عائشة؟ " قالت بريرة: والذي بعثك بالحق ان رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها (8)، قالت: وأنا والله أن يرى رسول الله صلى الله عليه وآله رؤيا يبرئني الله بها، فأنزل الله على نبيه وأخذه ما كان يأخذه من برحاء الوحي حتى أنه لينحدر عنه مثل الجمان من العرق وهو في اليوم الشاتي من القول الذي انزل عليه، فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أبشري يا عائشة، أما والله فقد برأك الله، فقالت أمي: قومي إليه، فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله وهو الذي برأني، فأنزل الله تعالى: " إن الذين جاؤوا بالإفك " (9).

(1) في المصدر: لقلما.
(2) في المصدر: وضيئة.
(3) في المصدر: أو قد يحدث الناس بهذا؟
(4) أي لا يجف ولا ينقطع.
(5) أي تأخر.
(6) في المصدر: وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود.
(7) في المصدر وفى غير نسخة المصنف من النسخ: كثيرة.
(8) فتأتي الداجن فتأكله خ.
(9) مجمع البيان 7: 130.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست