بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٨٦
فلما رجع منها نزل على بئر وكان الماء قليلا فيها، وكان أنس بن سيار (1):
حليف الأنصار، وكان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيرا لعمر بن الخطاب فاجتمعوا على البئر، فتعلق دلو سيار (2) بدلو جهجاه، فقال سيار: دلوي، وقال جهجاه: دلوي، فضرب جهجاه يده على وجه سيار (3)، فسال منه الدم، فنادى سيار (4) بالخزرج، ونادى جهجاه بالقريش، وأخذ الناس السلاح. وكاد أن تقع الفتنة، فسمع عبد الله ابن أبي النداء فقال: ما هذا؟ فأخبروه الخبر (5)، فغضب غضبا شديدا، ثم قال:
قد كنت كارها لهذا المسير إني لأذل العرب، ما ظننت أني (6) أبقى إلى أن أسمع مثل هذا فلا يكون (7) عندي تغيير، ثم أقبل على أصحابه فقال: هذا عملكم، أنزلتموهم منازلكم، وواسيتموهم بأموالكم، ووقيتموهم بأنفسكم، وأبرزتم نحوركم للقتل فأرمل نساءكم وأيتم صبيانكم، ولو أخرجتموهم لكانوا عيالا على غيركم (8)، ثم قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، وكان في القوم زيد بن أرقم وكان غلاما قد راهق، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله في ظل شجرة في وقت الهاجرة (9) وعنده قوم بن أصحابه من المهاجرين والأنصار، فجاء زيد فأخبره بما قال عبد الله بن أبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لعلك وهمت يا غلام "؟ قال: لا والله ما وهمت، فقال: " فلعلك غضبت عليه "؟ قال: لا والله ما غضبت عليه، قال: " فلعله سفه عليك " قال (10): لا والله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله

(1) هكذا في الكتاب ومصدره، ولم نجد له ذكرا في الصحابة، والموجود في تاريخ الطبري ومجمع البيان كما تقدم: سنان الجهني. وفي السيرة وأسد الغابة: سنان بن وبر الجهني.
(2) هكذا في النسخ، والصحيح كما في المصدر: ابن سيار.
(3) هكذا في النسخ، والصحيح كما في المصدر: ابن سيار.
(4) هكذا في النسخ، والصحيح كما في المصدر: ابن سيار.
(5) بالخبر خ ل.
(6) أن أبقى خ ل.
(7) فلا يكن خ ل.
(8) لغيركم خ ل.
(9) الهاجرة مؤنث الهاجر: نصف النهار في القيظ، أو من عند زوال الشمس إلى العصر، لان الناس يستكنون في بيوتهم كأنهم هاجروا.
(10) فقال خ ل.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست