بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٩
من جليسه، قال حذيفة: فبدأت بالذي عن يميني فقلت: من أنت؟ قال: أنا فلان، قال: ثم (1) عاد أبو سفيان براحلته فقال: يا معشر (2) قريش والله ما أنتم بدار مقام، هلك الخف والحافر، وأخلفتنا بنو قريظة، وهذه الريح لا يستمسك لنا معها شئ. ثم عجل فركب راحلته، وإنها لمعقولة ما حل عقالها إلا بعد ما ركبها، قال: قلت في نفسي: لو رميت عدو الله فقتلته كنت قد صنعت شيئا فوترت قوسي، ثم وضعت السهم في كبد القوس وأنا أريد أن أرميه فأقتله فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا تحدثن شيئا حتى ترجع " قال: فحططت (3) القوس ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يصلي، فلما سمع حسي فرج بين رجليه فدخلت تحته و أرسل علي طائفة من مرطه (4)، فركع وسجد، ثم قال: ما الخبر؟ فأخبرته.
وروى الحافظ بالاسناد عن عبد الله ابن أبي أوفى قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله على الأحزاب فقال: " اللهم أنت منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم ".
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: لا إله إلا الله وحده (5)، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب (6) الأحزاب وحده، فلا شئ بعده.
وعن سلمان بن صرد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله حين اجلي عنه الأحزاب:
" الآن نغزوهم ولا يغزونا " (7) فكان كما قال صلى الله عليه وآله فلم يغزهم قريش بعد ذلك وكان هو يغزوهم حتى فتح الله عليهم مكة (8).

(1) فدعا خ ل.
(2) يا معاشر خ ل.
(3) فحفظت خ ل.
(4) المرط: الكساء.
(5) في المصدر: وحده وحده. وفى صحيح البخاري مثل المتن.
(6) وهزم خ ل.
(7) روى البخاري الأحاديث الثلاثة في صحيحه 5: 141 و 142.
(8) مجمع البيان 8: 340 - 345.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست