بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٥
قال حذيفة: فقال النبي صلى الله عليه وآله: أبشر يا علي فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم (1)، وذلك أنه لم يبق بيت من بيوت المشركين إلا وقد دخله وهن بقتل عمرو، ولم يبق بيت من بيوت المسلمين إلا وقد دخله عز بقتل عمرو.
وعن الحاكم أبي القاسم أيضا بالاسناد عن سفيان الثوري، عن زبيد الشامي (2)، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود قال: كان يقرأ " وكفى الله المؤمنين القتال بعلي " وخرج أصحابه منهزمين حتى طفرت خيولهم الخندق، وتبادر المسلمون فوجدوا نوفل بن عبد العزى جوف الخندق، فجعلوا يرمونه بالحجارة فقال لهم:
قتلة أجمل من هذه، ينزل بعضكم أقاتله، فقتله الزبير بن العوام.
وذكر ابن إسحاق إن عليا طعنه في ترقوته حتى أخرجها من مراقه، فمات في الخندق، وبعث المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يشترون جيفته بعشرة آلاف، فقال النبي صلى الله عليه وآله: هو لكم لا نأكل ثمن الموتى.
وذكر علي عليه السلام أبياتا منها:
نصر الحجارة من سفاهة رأيه * ونصرت رب محمد بصواب

(١) وروى الحاكم في المستدرك ٣: ٣٢ باسناده عن لؤلؤ بن عبد الله المقتدرى عن أبي الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب المصري، عن أحمد بن عيسى الخشاب، عن عمرو بن أبي سلمة، عن سفيان الثوري، عن بهز بن حكيم، عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من اعمال أمتي إلى يوم القيامة.
(2) الثاني خ ل. أقول: في المصدر: الثابى بالباء، وكلها مصحفة، والصحيح اليامي قال ابن حجر في التقريب: 162: زبيد - مصغرا - ابن الحارث بن عبد الكريم بن عمرو بن كعب اليامي بالتحتانية أبو عبد الرحمن الكوفي ثقة ثبت عابد من السادسة، مات سنة اثنتين وعشرين أو بعدها. أقول: أي بعد المائة. وقال السيوطي في اللباب 3: 304: اليامي بفتح الياء وبعد الألف ميم، هذه النسبة إلى يام بن اصبى بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان، بطن من همدان: ينسب إليه كثير، منهم أبو عبد الرحمن زبيد بن الحارث بن عبد الكريم اليامي الكوفي. رواه عنه الثوري.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست