بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٥٣
يستحد بها فأعارته، فدرج بنى (1) لها وهي غافلة حتى أتاه فوجدته جالسا على فخذه والموسى بيده، قال: ففزعت فزعة عرفها خبيب، فقال: أتخشين أن أقتله ما كنت لافعل ذلك، إن الغدر ليس من شأننا، قالت: والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد، وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبا، فلما أخرجوه من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب: دعوني أصلي ركعتين، فتركوه فركع ركعتين فقال: " والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت، اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق (2) منهم أحدا " وقال:
فلست أبالي حين اقتل مسلما * على أي جنب (3) كان في الله مصرعي وذلك في ذات الاله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع (4) فصلبوه حيا فقال: اللهم إنك تعلم أنه ليس لي أحد حوالي يبلغ سلامي رسولك فأبلغه سلامي (5) ثم قام إليه أبو عقبة بن الحارث (6) فقتله، فكان خبيب هو

(١) في الامتاع: وطلب حديدة فاتته بموسى مع ابنه أبى حسين مولى بنى الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، فقال له ممازحا: وأبيك انك لجرئ، اما خشيت أمك غدري حين بعثت معك بحديدة وأنتم تريدون قتلى؟ فقالت ماوية: يا خبيب إنما امنتك بأمان الله، فقال: ما كنت لأقتله.
(٢) في الامتاع: ولا تغادر.
(٣) شئ خ ل.
(٤) في المناقب: ممزق.
(5) في الامتاع: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس مع أصحابه وقد أخذته غمية:
وعليه السلام ورحمة الله، ثم قال: هذا جبرئيل يقرئني من خبيب السلام.
(6) في المصدر: أبو سروعة عقبة بن الحارث. وفى الامتاع: ثم احضروا أبناء من قتل ببدر وهم أربعون غلاما فاعطوا كل غلام رمحا فطعنوه برماحهم فاضطرب على الخشبة وانفلت فصار وجهه إلى الكعبة فقال: الحمد لله، فطعنه أبو سروعة واسمه عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، حتى أخرجها من ظهره فمكث ساعة يوحد ويشهد ان محمد رسول الله ثم مات رضي الله عنه.
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست