من هذيل يقال لهم: بنو لحيان، وأصيبوا جميعا.
وذكر ابن إسحاق (1) أن هذيلا حين قتلت عاصم بن ثابت أرادوا رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد، وقد كانت نذرت حين أصيب ابناها بأحد لئن قدرت على رأسه لتشربن في قحفه (2) الخمر، فمنعتم الدبر، فلما حالت بينهم وبينه قالوا: دعوه حتى نمسي فتذهب عنه، فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما فذهب به، وقد كان عاصم أعطى الله عهدا أن لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك أبدا في حياته، فمنعه الله بعد وفاته مما امتنع منه في حياته (3).
بيان: الدبر بالفتح: جماعة النحل.
2 - أقول: قال الكازروني: روى ابن إسحاق عن أشياخه أن قوما من المشركين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا ويقرؤننا القرآن ويعلموننا شرائع الاسلام، فبعث معهم عشرة، منهم عاصم ابن ثابت، ومرثد بن أبي مرثد وعبد الله بن طارق وخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة وخالد بن أبي البكير (4) ومعقب بن عبيد، وأمر عليهم مرثدا، وقيل: عاصما، فخرجوا حتى إذا كانوا بالرجيع وهو ماء لهذيل غدروا بالقوم واستصرخوا عليهم هذيلا فخرج بنو لحيان فلم يرع القوم إلا رجال بأيديهم السيوف فأخذ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله سيوفهم فقالوا لهم: إنا والله ما نريد قتالكم، إنما نريد أن نصيب بكم من أهل مكة، ولكم العهد والميثاق أن لا نقتلكم، فأما عاصم ومرثد وخالد و معقب فقالوا: والله لا نقبل من مشرك عهدا، فقاتلوهم حتى قتلوا، وأما زيد وخبيب وابن طارق فاستأسروا وأما عاصم بن ثابت فإنه نثر كنانته وفيها سبعة أسهم فقتل بكل